هى ..
قصيرة القائمه ،ترتدى معطف ثقيل بنى اللون وتنوره قصيره ،لديها جديلتين كثيفتان محكمتى الصنع ..
وعلى ظهرها تحمل حقيبه يكاد يقارب حجمها ضعف حجم الجسد الصغير الذى يحملها ،
حتى أنها تسير منحنية الظهر بعض الشىء .. يعلو وجهها المنتفخ حمره بفعل البرد وخطواتها المتسارعه..
كل ما تفكر به أن تدرك حصتها الاولى ..اليوم هو الثلاثاء..
الحصه الاولى لمادة (الدراسات الاجتماعيه)ومعلمتها الصارمه..
الحقيبة ثقيلة الحمل..والفتاة تزيد سرعتها بشده حتى ان قدميها الضعيفتين تئنان من الألم..
تتوقف الفتاه لحظه من شدة الالم وتلهث من فرط الجهد..
وقبل أن تهم بالأتكاء على السياره المجاوره لتاخذ قسطا من الراحه..
تتذكر وجه معلمتها العابسه وهى تنظر اليها بغضب وتباغتها بكلمات قاسيه
ويترأى لها فى هذه اللحظه وجوه رفاقها الماكرون وهم يكتمون ضحكات الشماته..
فتطلق الفتاه لساقيها العنان غير عابئه بصرخات الالم التى تطلقها..
تصل الفتاه الى مدرستها فى وقت قياسى.. تنظر الى الفناء فتجده خالي
اذا فقد انتهى طابور الصباح ..
تنتفض وتركض نحو السلم تصعد السلم درجتان درجتان وربما ثلاثة ان استطاعت
أربعة ادوار اجتازتها القتاه لتصل الى فصلها
تدخل الى الطرقة مسرعه وما أن تدخل حتى تتصلب قدميها
ويعلو وجهها الاحمر اللامع_ بفعل العرق_نظرات خيبة مؤلمه باب الفصل كان يغلق..
اذا فلقد سبقتها المعلمه بشىء يسير ولكنها اخفقت بعد كل هذا العناء
تقترب الفتاه من باب الفصل تنهج من الارهاق وتكاد تنفجر من الحسره
تخلع حقيبتها الضخمه،تسند ظهرها الى الحائط..
وفى هذه اللحظه تشعر بالالام الحاده التى تصرخ فى جسدها الصغير
وتسمع بوضوح خفقات قلبها لدرجه جعلتها تقتنع انه على وشك أن يخرق صدرها..
قدميها تؤلمها بشدة الان ..
تجلس فوق حقيبتها ..
تحاول ان تلتقط انفاسها يجول بخاطرها الغض أفكارا كثيرا..
تلوم والدتها وتحملها ذنب عدم حضورها مبكرا لأنها لم تسمح لها بالذهاب الى المدرسه قبل ان تفرغ من انهاء فطورها، ولم ترحم توسلاتها..
والدها المسافرهاتفهم صباح اليوم ولكنها فى غاية الاسى لان الاتصال انقطع قبل ان تكمل حديثها معه..
تذرف الفتاه دمعتان حارتان تردد فى سرها((بحبك اوى يا بابا وحشتنى)) ..
صوت جهورى حاد يفزع الفتاه من خواطرها تنظر أمامها لأعلى فتجد المشرفه ضخمة القامه
ترتعد أوصال الفتاه ،
فهى المقصوده بكل هذا الصراخ ..
تشلها الصدمه فتظل جالسه ،فاغره الفم ،تصوب عينين دامعتان مذعورتان لاعلى
بنبرة صراخ عاليه تقول المعلمه للفتاه((انتى لسه قاعده بعد كل ده ..انتى غبيه يا بت انتى ..فزى قومى))
ولاول مره تعى الفتاه ماتقوله المعلمه،
فتنتصب واقفه مذعوره
((دى مدرسه يا حبيبة قلبى مش نادى ،..فاهمه))
تقول المعلمه ذلك وهى تشوح بيدها فى وجه الفتاه
فتهز الفتاه رأسها_ التى لا تزال مرفوعه لأعلى_ببرأه وخوف
تكمل المعلمه حديثها بنفس النبره الصارخه قائله
((وبعدين يا ماما ايه اللى مقعدك فى الطرقه انتى معندكيش حصه..انتى تبع مس ..))
فتجيب الفتاه بنعم ..
تلتفت المعلمه وتفتح بابا الفصل المجاور ،
تلقى التحيه على المعلمه الأخرى وتتغير نبرة المعلمه تماما تتبادل المعلمتان التحيه والاحاديث الوديه الضاحكه..
وبعد ان تطلق احداهما ضحكه عاليه تلتفت وتشير بوجه عابس بأصابعها فيما يعنى تعالى هنا..
فى استسلام وذل تستجيب الفتاه............
تجلس فى مقعدها ممتقعة اللون بعد أن تلقت موجه من التعنيف والاهانه امام زملائها..
فى مقعدها الخشبى تجلس الفتاه..
أخيرا سترتاح قدميها قليلا..
هى الان تشعر بالقليل من الراحه والامان لا بأس بهم على كل حال..
تمضى الحصص متشابهه على اختلاف اصوات نعيق المعلمين..
خيرا جرس (الانصراف)الكل ينطلق هاربا ..
تهم بالانصراف ..تحمل حقيبتها الضخمه على ظهرها
تنزل الدرج مع الجموع المنطلقه..
تقابل رفيقتها عند باب المدرسه..
تتشابك كفيهم الصغيران..يسيران معا نحو المنزل صامتتان بخطوات متباطئه
تبدوان صغيرتان ..غضتان .. الا أنهما تعجان بهموم تفوق سنى عمرهما
مسائل القسمه المعقده..نتيجة امتحان العلوم..واجب العربى والدراسات والانجليزى
.. العديد والعديد من الافكار المشابهه
يقطع الصمت صوت احداهما تقول(أنا بكره المدرسه)..
فترد عليها الأخرى قائله..
وأنا كمان
قصيرة القائمه ،ترتدى معطف ثقيل بنى اللون وتنوره قصيره ،لديها جديلتين كثيفتان محكمتى الصنع ..
وعلى ظهرها تحمل حقيبه يكاد يقارب حجمها ضعف حجم الجسد الصغير الذى يحملها ،
حتى أنها تسير منحنية الظهر بعض الشىء .. يعلو وجهها المنتفخ حمره بفعل البرد وخطواتها المتسارعه..
كل ما تفكر به أن تدرك حصتها الاولى ..اليوم هو الثلاثاء..
الحصه الاولى لمادة (الدراسات الاجتماعيه)ومعلمتها الصارمه..
الحقيبة ثقيلة الحمل..والفتاة تزيد سرعتها بشده حتى ان قدميها الضعيفتين تئنان من الألم..
تتوقف الفتاه لحظه من شدة الالم وتلهث من فرط الجهد..
وقبل أن تهم بالأتكاء على السياره المجاوره لتاخذ قسطا من الراحه..
تتذكر وجه معلمتها العابسه وهى تنظر اليها بغضب وتباغتها بكلمات قاسيه
ويترأى لها فى هذه اللحظه وجوه رفاقها الماكرون وهم يكتمون ضحكات الشماته..
فتطلق الفتاه لساقيها العنان غير عابئه بصرخات الالم التى تطلقها..
تصل الفتاه الى مدرستها فى وقت قياسى.. تنظر الى الفناء فتجده خالي
اذا فقد انتهى طابور الصباح ..
تنتفض وتركض نحو السلم تصعد السلم درجتان درجتان وربما ثلاثة ان استطاعت
أربعة ادوار اجتازتها القتاه لتصل الى فصلها
تدخل الى الطرقة مسرعه وما أن تدخل حتى تتصلب قدميها
ويعلو وجهها الاحمر اللامع_ بفعل العرق_نظرات خيبة مؤلمه باب الفصل كان يغلق..
اذا فلقد سبقتها المعلمه بشىء يسير ولكنها اخفقت بعد كل هذا العناء
تقترب الفتاه من باب الفصل تنهج من الارهاق وتكاد تنفجر من الحسره
تخلع حقيبتها الضخمه،تسند ظهرها الى الحائط..
وفى هذه اللحظه تشعر بالالام الحاده التى تصرخ فى جسدها الصغير
وتسمع بوضوح خفقات قلبها لدرجه جعلتها تقتنع انه على وشك أن يخرق صدرها..
قدميها تؤلمها بشدة الان ..
تجلس فوق حقيبتها ..
تحاول ان تلتقط انفاسها يجول بخاطرها الغض أفكارا كثيرا..
تلوم والدتها وتحملها ذنب عدم حضورها مبكرا لأنها لم تسمح لها بالذهاب الى المدرسه قبل ان تفرغ من انهاء فطورها، ولم ترحم توسلاتها..
والدها المسافرهاتفهم صباح اليوم ولكنها فى غاية الاسى لان الاتصال انقطع قبل ان تكمل حديثها معه..
تذرف الفتاه دمعتان حارتان تردد فى سرها((بحبك اوى يا بابا وحشتنى)) ..
صوت جهورى حاد يفزع الفتاه من خواطرها تنظر أمامها لأعلى فتجد المشرفه ضخمة القامه
ترتعد أوصال الفتاه ،
فهى المقصوده بكل هذا الصراخ ..
تشلها الصدمه فتظل جالسه ،فاغره الفم ،تصوب عينين دامعتان مذعورتان لاعلى
بنبرة صراخ عاليه تقول المعلمه للفتاه((انتى لسه قاعده بعد كل ده ..انتى غبيه يا بت انتى ..فزى قومى))
ولاول مره تعى الفتاه ماتقوله المعلمه،
فتنتصب واقفه مذعوره
((دى مدرسه يا حبيبة قلبى مش نادى ،..فاهمه))
تقول المعلمه ذلك وهى تشوح بيدها فى وجه الفتاه
فتهز الفتاه رأسها_ التى لا تزال مرفوعه لأعلى_ببرأه وخوف
تكمل المعلمه حديثها بنفس النبره الصارخه قائله
((وبعدين يا ماما ايه اللى مقعدك فى الطرقه انتى معندكيش حصه..انتى تبع مس ..))
فتجيب الفتاه بنعم ..
تلتفت المعلمه وتفتح بابا الفصل المجاور ،
تلقى التحيه على المعلمه الأخرى وتتغير نبرة المعلمه تماما تتبادل المعلمتان التحيه والاحاديث الوديه الضاحكه..
وبعد ان تطلق احداهما ضحكه عاليه تلتفت وتشير بوجه عابس بأصابعها فيما يعنى تعالى هنا..
فى استسلام وذل تستجيب الفتاه............
تجلس فى مقعدها ممتقعة اللون بعد أن تلقت موجه من التعنيف والاهانه امام زملائها..
فى مقعدها الخشبى تجلس الفتاه..
أخيرا سترتاح قدميها قليلا..
هى الان تشعر بالقليل من الراحه والامان لا بأس بهم على كل حال..
تمضى الحصص متشابهه على اختلاف اصوات نعيق المعلمين..
خيرا جرس (الانصراف)الكل ينطلق هاربا ..
تهم بالانصراف ..تحمل حقيبتها الضخمه على ظهرها
تنزل الدرج مع الجموع المنطلقه..
تقابل رفيقتها عند باب المدرسه..
تتشابك كفيهم الصغيران..يسيران معا نحو المنزل صامتتان بخطوات متباطئه
تبدوان صغيرتان ..غضتان .. الا أنهما تعجان بهموم تفوق سنى عمرهما
مسائل القسمه المعقده..نتيجة امتحان العلوم..واجب العربى والدراسات والانجليزى
.. العديد والعديد من الافكار المشابهه
يقطع الصمت صوت احداهما تقول(أنا بكره المدرسه)..
فترد عليها الأخرى قائله..
وأنا كمان
15 comments:
ما شاء الله جميل واجد ان به اسقاطات كثيرة على أحوالنا العامة
نربى الاولاد على العنف وعندما يشبوا نرميهم بالارهاب
نضع فى كل واحد منهم سكين حاد وننبه علية تات يقتل بها احد أو حتى ان ينزع قشر البرتقال
نتركهم ونسافر بعيدا عنهم ونريد منهم ان يتحلوا بالامان ويكونوا رجال
وانا كمان
تحياتى
عجبتنى اوى القصة يا هدى، بجد جميلة.
اللى عجبنى أكتر لما البنت قعدت أخيرا و ما اهتمتش بالاهانات، فيها معانى كتير اوى.
أما انا عن نفسى كنت بكره المدرسة أيام ما نعرف درجات الشهر، و بلاش فضايح أكتر من كده :)
و بجد [اه انا مع البنت فى حوار الفطار ده، تلاى الامهات الصبح بدل ما يقولو صباح الخير، اول حاجة يقولوها: فطرتى .... أكيد الرد الطبيعى هيكون: صباح النور
وأنا كمااااااااااااااااان
حلوة جدا، ولو اتكلمت عن ذكرياتى فى المدرسة مش هينفع تكتب فى تعليق علشان عاوزالها مدونة كاملة، بس بجد القصة عجبتنى أوى يا دود
وأنت وحشتينى جدا
معادنا يوم الجمعة ما تنسيش
وانا كمان
..
انا مقصر بس معلش
جميل اوي المعناني الكتيرة اللي وراء قصة البوست بس من يعي ومن يفهم
تحياتي
مبدئيا متتصوريش انا انبسطت قد ايه لما دخلت على البلوج بتاعك ولاقيتك كاتبه بوست لا ده كمان فى بوستات انا مقريتهاش لانك مكنتيش بتكتبى بقالك فتره كبيره وافتكرتك بطلتى تكتبى خصوصا انى سمعت انك مشغوله وكده .طبعا القصه اكثر من رائعه واسلوبك ده مفيش زيه بيجذب الانتباه وبيشد بطريقه عجيبه وانتى اتناولتى موضوع مهم جدا وهو التعامل العنيف والمخيف للاطفال الى بينتج افراد معدومين الثقه فى انفسهم فى الاخر
اعدتِ الىّ زاكرة الصمت من فرط الاعجاب الشديد
دمت مبدعة
ـــــ
القصة اللى كانت قبل دى ملحقتش اعلق عليها بس بجد عجبتنى فوق الوصف يا ريت تحوالى تنشريها مرة اخرى ..... محتاج اقراها تانى .. يا ريت
منهم لله المدرستين
كرهونى فى التعليم
وحرام عليهم
والله انا صعب على البنتين جدا
تصوير جميل جدا جدا
ولو ان ممكن تكون القصة طولت شوية
لكن حقيقة رائعة
نفسى اقرا لك حاجة فرايحى شوية
تحياتى
والسلام
اثبات حضور
هرجع تانى واعلق متشيليش البوست
احمد مهنى
الصديقة الغالية جدا هدى..بجد انتي من المدونات و الموهوبات المتميزات..كتير بدخل مدونتك و اعيد قراية القصص فيها..بجد احساس و ابداع ما شاء الله..
اشكر تواصلك مع مدونتي الغلبانة اللي انا انقطعت عنها لحد ما المية فيها قربت تنشف!!
ياريت بجد اتعرف عليكي اول ما اطأ ارض المحروسة..
ربنا يحميكي و يوفقك دائما
انا بقى و الحمد لله مش بكره المدرسه بس .
انا بكره المدرسه و المذاكره و الدراسه و التعليم كله و كل حاجه حوالين المدرسه بكرهها الشارع بتاع المدرسه الحى كله ممكن يوصل للمحافظه كلها بس الحاجه الوحيده اللى بتخلينى مستحمله كل ده صحابى .
و ياسلام بقى لو اتخانقنا ببقى كارهه حياتى كلها مش المدرسه وبس
انا بقى و الحمد لله مش بكره المدرسه بس .
انا بكره المدرسه و المذاكره و الدراسه و التعليم كله و كل حاجه حوالين المدرسه بكرهها الشارع بتاع المدرسه الحى كله ممكن يوصل للمحافظه كلها بس الحاجه الوحيده اللى بتخلينى مستحمله كل ده صحابى .
و ياسلام بقى لو اتخانقنا ببقى كارهه حياتى كلها مش المدرسه وبس
وانا فى ابتدائى
كانت المدرسه على اول الشارع وبالرغم من كده كنت برووح متاخر احيانا كتيره ودايما اقف فى اخر الطابور وكان فى بنت جارتنا كانت دايماً بتقف اول واحده وفى مره خدتها تحدى وقولت لازم ارووح اقف اول واحد وصحيت بدرى اوى ونزلت جرى والدنيا كانت لسه ليل لسه الشرووق مطلعش ودخلت المدرسه والشارع كان فاضى خالص وبقيت سعيد جدا انا رايح قبل الطابور يجى بنص ساعه او اكتر ودخلت المدرسه ولقيتها واقفه لوحدها فى ارض الطابور اول واحده وطبعا مينفعش اقف جنبها قمت رحت جنبها بهدووء وبكل بروود وحطيت شنطتى وراها احجز مكان تانى واحد فى الصف ورحت قعدت بعيد
على فكره البنت دى كانت حلوه اوى وهى صغيره كانت غضه زى ما بتقولى
انا بعد كده بقيت فى الاذاعه المدرسيه ومبقتش بقف طابور ولما كبرت شويه ودخلت ثانويه عامه عمرى ما شفت ارض الطابور طول ال3سنين
اد ايه اسلوبك كان رائع
مدونتى تفتقدك
awesome
هههههههه وانا كمان كنت اكره المدرسه بس الحين من شهر تقريبا اتخرجت وصرت احبها
حلو البلوك تسلم ايدج
Post a Comment