Tuesday, October 30, 2007

وأنا كمان

هى ..

قصيرة القائمه ،ترتدى معطف ثقيل بنى اللون وتنوره قصيره ،لديها جديلتين كثيفتان محكمتى الصنع ..
وعلى ظهرها تحمل حقيبه يكاد يقارب حجمها ضعف حجم الجسد الصغير الذى يحملها ،
حتى أنها تسير منح
نية الظهر بعض الشىء .. يعلو وجهها المنتفخ حمره بفعل البرد وخطواتها المتسارعه..
كل ما تفكر به أن تدرك حصتها الاولى ..اليوم هو الثلاثاء..
الحصه الاولى لمادة (الدراسات الاجتماعيه)ومعلمتها الصارمه..

الحقيبة ثقيلة الحمل..والفتاة تزيد سرعتها بشده حتى ان قدميها الضعيفتين تئنان من الألم..
تتوقف الفتاه لحظه من شدة الالم وتلهث من فرط الجهد..
وقبل أن تهم بالأتكاء على السياره المجاوره لتاخذ قسطا من الرا
حه..
تتذكر وجه معلمتها العابسه وهى تنظر اليها بغضب وتباغتها بكلمات قاسيه
ويترأى لها فى هذه اللحظه وجوه رفاقها الماكرون وهم يكتمون ضحكات الشماته..

فتطلق الفتاه لساقيها العنان غير عابئه بصرخات الالم التى تطلقها..
تصل الفتاه الى مدرستها فى وقت قياسى.. تنظر الى الفناء فتجده خالي
اذا فقد انتهى طابور الصباح ..

تنتفض وتركض نحو السلم تصعد السلم درجتان درجتان وربما ثلاثة ان استطاعت
أربعة ادوار اجتازتها القتاه لتصل الى فصلها

تدخل الى الطرقة مسرعه وما أن تدخل حتى تتصلب قدميها

ويعلو وجهها الاحمر اللامع_ بفعل العرق_نظرات خيبة مؤلمه باب الفصل كان يغلق..
اذا فلقد سبقتها المعلمه بشىء يسير ولكنها اخفقت بعد كل هذا العناء

تقترب الفتاه من باب الفصل تنهج من الارهاق وتكاد تنفجر من الحسره
تخلع حقيبتها الضخمه،تسند ظهرها الى الحائط..

وفى هذه اللحظه تشعر بالالام الحاده التى تصرخ فى جسدها الصغير
وتسمع بوضوح خفقات قلبها لدرجه جعلتها تقتنع انه على وشك أن يخرق صدرها..
قدميها تؤلمها بشدة الان ..
تجلس فوق حقيبتها ..

تحاول ان تلتقط انفاسها يجول بخاطرها الغض أفكارا كثيرا..
تلوم والدتها وتحملها ذنب عدم حضورها مبكرا لأنها لم تسمح لها بالذهاب الى المدرسه قبل ان تفرغ من انهاء فطورها، ولم ترحم توسلاتها..

والدها المسافرهاتفهم صباح اليوم ولكنها فى غاية الاسى لان الاتصال انقطع قبل ان تكمل حديثها معه..
تذرف الفتاه دمعتان حارتان تردد فى سرها((بحبك اوى يا بابا وحشتنى)) ..
صوت جهورى حاد يفزع الفتاه من خواطرها تنظر أمامها لأعلى فتجد المشرفه ضخمة القامه

ترتعد أوصال الفتاه ،
فهى المقصوده بكل هذا الصراخ ..

تشلها الصدمه فتظل جالسه ،فاغره الفم ،تصوب عينين دامعتان مذعورتان لاعلى
بنبرة صراخ عاليه تقول المعلمه للفتاه((انتى لسه قاعده بعد كل ده ..انتى غبيه يا بت انتى ..فزى قومى))
ولاول مره تعى الفتاه ماتقوله المعلمه،
فتنتصب واقفه مذعوره

((دى مدرسه يا حبيبة قلبى مش نادى ،..فاهمه))
تقول المعلمه ذلك وهى تشوح بيدها فى وجه الفتاه

فتهز الفتاه رأسها_ التى لا تزال مرفوعه لأعلى_ببرأه وخوف
تكمل المعلمه حديثها بنفس النبره الصارخه قائله

((وبعدين يا ماما ايه اللى مقعدك فى الطرقه انتى معندكيش حصه..انتى تبع مس ..))
فتجيب الفتاه بنعم ..
تلتفت المعلمه وتفتح بابا الفصل المجاور ،

تلقى التحيه على المعلمه الأخرى وتتغير نبرة المعلمه تماما تتبادل المعلمتان التحيه والاحاديث الوديه الضاحكه..
وبعد ان تطلق احداهما ضحكه عاليه تلتفت وتشير بوجه عابس بأصابعها فيما يعنى تعالى هنا..
فى استسلام وذل تستجيب الفتاه
............
تجلس فى مقعدها ممتقعة اللون بعد أن تلقت موجه من التعنيف والاهانه امام زملائها..
فى مقعدها الخشبى تجلس الفتاه..
أخيرا سترتاح قدميها قليلا..

هى الان تشعر بالقليل من الراحه والامان لا بأس بهم على كل حال..
تمضى الحصص متشابهه على اختلاف اصوات نعيق المعلمين..
خيرا جرس (الانصراف)الكل ينطلق هاربا ..
تهم بالانصراف ..تحمل حقيبتها الضخمه على ظهرها
تنزل الدرج مع الجموع المنطلقه..
تقابل رفيقتها عند باب المدرسه..

تتشابك كفيهم الصغيران..يسيران معا نحو المنزل صامتتان بخطوات متباطئه
تبدوان صغيرتان ..غضتان .. الا أنهما تعجان بهموم تفوق سنى عمرهما

مسائل القسمه المعقده..نتيجة امتحان العلوم..واجب العربى والدراسات والانجليزى
..
العديد والعديد من الافكار المشابهه

يقطع الصمت صوت احداهما تقول(أنا بكره المدرسه)..
فترد عليها الأخرى قائله..
وأنا كمان

Saturday, October 27, 2007

Thursday, October 25, 2007

لانك ...

أتعلم
لما أحبك و أخشاك؟؟
لأنك حلمى ... و كابوسى
!!!

Wednesday, October 24, 2007

مسافر..


هنا ...
الكل يقتنص أخر لحظات اللقاء ..
يكبت دموعا تكاد تمزق المقلتين لتسقط ..
وينجح بعضها فى اجتياز حاجز الحظر فيزيد الوضع ارتباكا..
أكف متشابكه ، عيون تتعانق،
أفواه تتبادل فى صمت أخر كلمات الوداع ووصايا الفراق ..

على حافة الممر..

تنفجر كل الدموع المحظوره وكل الكلمات المكبوته
ينخرط الجميع فى نوبه من الجزع المؤلم...
يتصنع الراحل التماسك لينهى احتقان الوضع
يحيى مسرعا وينطلق ،

وما أن يلتفت منصرفا حتى تلوح فى عينيه اخر نظراتهم
فتشتعل فى صدره نار
..
يشعر أنه يحتاج بشده الى نظره..
فقط نظره أخيره ،
عند نهاية الممر .. يلتفت اليهم
لا يكاد يراهم من تزاحم الدموع على أعتاب عينيه..

ينظر اليهم النظره الأخيره..
يضمهم بعينيه
.. يغلقها عليهم باحكام ..
يلتفت مغمض العينين ..
تبتلعه فوهه الممر.




.