Saturday, July 28, 2007

قليلا من الصمت



قد يكون من الحكمة أحيانا أن تصمت قليلا .. ليس فقط لأنك لا تجد ما يقال ، بل ربما لأن لديك الكثير جدا لتقوله
بحيث يصبح من العسير عليك قول أى شىء

لذلك قررت أن أؤثر الحكمه وأصمت قليلا ..
على أمل أن يتسع حلمكم لصمتى كما احتمل كلماتى

Thursday, July 26, 2007

مناجاة


الهى

قد أدعى أمام الناس برائتى ...

لكنك وحدك تعلم قدر عصيانى

عصيتك حتى الذنب أعمانى

ولو علم أحد مابى من سوء ...

لما أحسن الى ولا أعطانى

أما انت يا الهى ...

فتبسط الى يديك بالعفو والغفران

.. وان جمح طغيانى ..
وان طال نكرانى ...
وان زاد عصيانى

وان زدت فى اعراضى ..

زدت يا رب فى الاحسان

عسى يخجلنى الفضل ..

او أمل هوانى

لك الحمد كل الحمد يا خالق الاكوان ...

ساظل أرددها ملىء القلب ..
الفم ..
والوجدان

من لى سواك ومن سواك يرى قلبى ..

يا من بوصله تنجلى كل أحزانى

بعفوك أستجير ورحمتك ..

فمن فرط غفلتى


أصبحت أخشى العدل فى أمرى يا رحمنِ

Friday, July 13, 2007

المتعه القاتله


تطفو برفق فوق الماء... تجعله يحملها الى حيث لا تدرى
..تغمض عينيها، تتنفس فى نهم ...
تسلم ثقتها للموجه الرقيقه لتصنع بجسدها المستسلم مايحلو لها
،يطول الامر.. وهى تعلم انها حتما قد اصبحت بعيده، وربما بعيده جدا ..
ولكنها استسلمت لتلك المتعه القاتله ،
فماعادت تأبه الى اين تحملها الامواج الضاله ...
يمر وقتا طويلا ..
يبدأ جسدها فى التثاؤب ... تفتح عيناها اللتان تحاولان الهروب من شعاع ضوء متطفل..
تصدمها موجه عنيفه هبت فجأه
لتفقدها توازنها،
تسحب المياه يدها الحانيه التى كانت تحملها ..
تحاول قدماها الفزعتان ان تلامس ارضا صلبه، فلاتجد ..
تزداد ذعرا..

المياه تجذبها بعنف الى أسفل ،

جسدها ثمل من الارهاق ، الا انه يرفض الهزيمه..
يصارع بكل قوة فى محاوله بائسه للنجاة ...

هدوء شديد يعقب تلك الموجه العنيفه..
يخيم سكون مريب لدقائق تمر دهرا...

، يطفوا على السطح جسد هامد تحمله المياه برفق
ولكن هذه المره نحو الشاطىء
...

Monday, July 9, 2007

كلمات سرياليه

أراك حكاية لم تبتدىء بعد ... ملامح لم ترسم بعد ،
كلمات لم تنطق بعد ...
مجرد رتوش مبهمه
أحاول أن أدقق فى ملامحك التى لم ألمحها ،
وتعجز ذاكرتى عن استرجاع صورة وجهك ...

يبدو انها لم تختزنك ، او أنها أضاعتك بين تفاصيل الاخرين ...


أخاف منك .. ليس لأنك أنت ،
ولكن لأنك المجهول ... وانا اعتدت أن أخشى المجهول ،
كنت أرى دائما الكلمات تعجز عن وصف المشاعر ..
اما الان .. فالمشاعر أكثر عجزا من الكلمات

الحيره
الحيره ..
هى ما أعيشه الان
،
سألت
الله أشياء كثيره ...
وكنت أسأله أن لا يجعلنى فريسه للحيره ...

أشعر
انى اقف فى منطقة الحيره المظلمه ،
حيث النقيضين يتعانقان ..يتشابهان .. يتماثلان ...


أشياء كثيره تجعلك ليس لى ..

وأخرى تشعرنى أنك صنعت خصيصا من أجلى ...
أشعر أن رفضك لا يوجد ما يبرره ..
وأن قبولك كذلك لا يوجد ما يدعمه ..
ان قربك ربما يكون غنيمه .. ولكن بعدك قد يكون راحه
..


الى الأن أنت مجرد قصة ..
ربما تصبح غدا واقع
.. ولكن الايام علمتنى
أن ليس كل القصص تصلح واقعا ..
و أن ليس كل الامانى تنال
..
وأننا نتنازل لكى نعيش ..
وكل ما علينا فعله

ان نتنازل عن مالا يزعجنا كثيرا ، فى مقابل ما يريحنا قليلا ...

أدركت أخيرا أنى كنت أدعى الواقعيه ..
فى حين أنى أعيش فى عالم نسجته من أوهام الخيال




Sunday, July 1, 2007

خريف ...

عجوز هرم ، هزيل الجسد ، منحنى الظهر
يتكىء على عصاه .. يغلق المصباح
يتحسس طريقه فى الظلام عبر الصالة الى غرفة نومه
وفى الغرفه يتلمس الأشياء بحذر وصولا الى فراشه

يجلس على الفراش ينحى عصاه جانبا يمد يدا جافه ترتعش _ مجعدة الجلد نافرة العروق_ ليشعل مصباحا صغيراعلى كومود بجوار الفراش


على ضوء
المصباح الصغير، ينحنى قليلا يفتح ضلفه .. يخرج منها صندوق كبير ملىء بالعقاير .. يضعه على الفراش .. يرتدى عويناته ، وببطىء يفتح كل علبه يخرج منها قرص او اكثر .. ثم يعيد العلب مكانها يغلق الصندوق يضعه مكانه يمسك بحفنة الاقراص يبتلعها جرعه واحده .. يرشف خلفها كوبا من الماء .. يمتعض وجهه الذى حفر عليه الزمن خطوطا غائره
يعيد الكوب، يغلق المصباح، يرفع قدميه الى السرير فى بطء يفرد ظهره وهو يتأوه بشده ...

دقائق من الالم القاسى تنهش جسده كله ،
النقرس يأكل أطرافه ، الروماتزم يهشم عظامه ..الضغط ، القلب ، السكرى ..
أنها امراض الشيخوخه التى هدت أوصاله ،


صوت قطرات المطر تنقر على زجاج الشرفه ، وصرير لهواء بارد يتسرب من أحد جوانب الشرفه غير محكمة الغلق .. لقد نسى العجوز أن يسحب عليه غطاءه وعندما ذكره البرد القاسى كان جسده الواهن عاجز عن النهوض ... ينكمش جسده الهزيل بفعل البرد القارس
دمعتان باردتان تنحدران عبرخطوط وجهه الحزين


لقد عز زواره ..
حتى النوم أصبح لا يزوره الا ساعات قليله كل عدة أيام ..
يتركه كل ليله ليعصره الالم ، تتقاذفه أشباح ذكريات ما عادت تسعده قدر ما تؤلمه ... لاشىء يربطه بالغد ، يقويه على البقاء ... حتى أعز الرفاق رحلو الواحد تلو الأخر



لقد حان ميعاد القطاف .. مالعمر بالنسبة له الا ثوانى قليلة ينتظر انقضاؤها فى كل لحظه ..ماعاد يهتم يمعرفة تاريخ اليوم ،

الايام أصبحت كلها متشابهه

ساعات الليل مرت بطيئه .. طويله .. قاسيه .. كالعاده ...


صوت أذان الفجر ينقذ العجوز من الافكار والالم
يتحامل على نفسه .. ينهض من فراشه
يتوضاء .. يصلى


يبدأ يوم أخر طويل ممل يستنفذ فيه كل الحيل حتى ينقضى دون جدوى.

ينتظر فيه زائرا أخر عز عليه .. كان يخافه فيما مضى
ولكنه اليوم أصبح يتمنى بشده أن يأتى ليخلصه من عذابه