Tuesday, September 14, 2010


تشهد حياتى حاله من الهدوء،
يذكرنى بذلك الهدوء الذى يصاحبه صفير والذى غالبا ما يأتيك بعد موجه من الصخب العنيف
أستمتع بصوت الصفير وان لم يكن محببا الى نفسى بهذا القدر،
الا ان حاله غريبه من الرضا تجتاحنى تجعلنى دائما الابتسامه وان كانت فى غير محلها

تشهد علاقاتى الانسانيه كذلك تحسن كبير على مستويات عدة، أستمتع بذلك الدفء الذى يجود به على كل من حولى
ربما لم أكن اعرف انى محظوظه الى هذا الحد بوجود كل هؤلاء الرائعين الذين لاطالما اكنوا لى مشاعر جميله ويحتوننى الان بود بالغ
من أجمل العلاقات التى اسعد بازدهارها علاقى بجميلى الصغير "يوسف":) ،ه
ذلك المخلوق الرائع الذى أضاء الله بى الحياة منذ خمسة اعوام مضت
تحدثت مع يوسف كثيرا فى الايام القليله الماضيه، وجدتنى أشاطره حكاياتى القديمه، انطباعاتى، بل وتطرقنا كذلك الى المشاكل الأسريه وصل الامر بى الى محادثته فى امورى الشخصيه وطلب مشورته

ما أذهلنى بحق هو قدرة ذلك اليوسف العجيب على ادراكى و ردوده وأراءة التى وجدتها أكثر تعقلا من أرأ وأفعال حمقى كثيرون يفوقنه طولا وعرضا، و سنى عمرهم أضعاف أضعاف سنونه الخمس
سليم الفطرة، لا أجد أصدق من تلك الكلمه لوصف ذلك الجميل الصغير

كان ينام الى جوارى كعادتنا فى الفترة الاخيره، بعد حديث قصير أخبرته انى أثق فيه وأراه كبيرا، ربما أكبر من كثير ممن صادفتهم أو عرفتهم بحياتى، وهالنى ردة فعله
قال لى بعد زفرة قصيرة، "محدش أكبر من حد يا هدى، ربنا لوحده هو اللى كبير اللى اكبر من كل الناس"..قالها بلهجه لا تخلو من دراماتيكيه مضحكه ثم أدار لى ظهرةونام الى جوارى.. تركنى بضع دقائق أفكر فى كلماته مندهشه من رده حتى غالبنى النعاس

سيتم يويو الجميل عامه الخامس خلال بضعة أيام، كما وانه فى خلال أيام قليله سيكون على موعد بأولى أيامه الدراسيه
بقدر سعادتى بهذا الحدث ، بقدر خوفى من أن يتغير يفعل العوامل اللا أدميه التى سيتعرض لها خلال ال 17 عاما القادمه من التعليم المصرى، أرجوا ان لا يخرج يويو ذلك المخلوق البراق الجميل بعد تلك الاعوام أحمق أخر ككثير من الحمقى السابقين :s

الشتاء يستأذن بالدخول، أشعر به..البدايه الوشيكه للشتاء تشعرنى بتحسن شديد
، لطالما عشقت ذلك الفصل الذهبى من بين فصول السنه الأربع
يشعرنى الشتاء بالدفء والاحتواء، ذلك العناق الدافىء الذى أظفر به رغم شٌح الطقس وقسوته
انا دافئه وان كانت الامطار والرياح تزمجر بالخارج، أستمتع بهذا الاحساس الذى يستوجب الحمد
أن الله أصطفاك فى هذا الجو القارس وأمنك ودفئك وسترك.. ا
كنزة صوفيه سميكه، مشروب ساخن، صحبه دافئه، وربما كتاب أقرأة أسفل غطائى الوثير.. ربما هذا كل ما قد تحتاجه فى الشتاء
ما أروع الشتاء

فى نهاية هذه التدوينه أشعر بارتياح اخر كبير، رغم انى لم أقل شىء ذو قيمه على الاطلاق.. ولكن خروجى من حالة الصمت الخانق تشعرنى حقا بالمزيد من الرضى

Monday, July 26, 2010

فراشات الضوء



هو طيف يراودها مذ كانت ساجدة فى ظلامها السرمدى، قطعة من العدم بث الخالق روح الحياة فيها بقوله "كٌٌٌُُُن"
فما كان ينبغى لها الا أن تكون
لبثت فى كنف بيضة الى أجل معدود، تشققت جنبات البيضه عن يرقة صغيره زاهية الألوان تخرج الى الوجود زاحفة
لم يفارقها الطيف الخفى، هى تمضى فى درب معلوم قد قدر لها

تنمو اليرقة الصغيرة، وكلما ازدادت حجماً انسلخت من لباسها القديم.. الطفلة أصبحت بالغة
العذراء البالغة.. تنسج لها رداءاٌ رقيقاٌ تحتبس داخله..فى شرنقتها تُنشىء خلقاٌ أخر.. تلبث فيها لأجل لم يكن لها لتحصيه
نمى لها أرجل و جناحان رائعان
تنتفخ الشرنقة التى ضاقت بمن فيها .. و تولد من جديد..
هذه المره لا تخرج زاحفه..
تفرد جناحين كلّا من الضم، تٌحلق و تحلق كأميرة فرت من الأسر تواً
رائعه هى .. خلقت لتكون رائعه

لازال الطيف يراودها، ولكن لم يعد كذى قبل مجرد طيف..
هو نداء غريزى اقوى من أن تقاومه.. تشعر أنها ما وجدت من العدم الا لتلبيه
كيانها كله فى حاجه الى النور، تحلق عاليأً فى محاولة لبلوغ القمر
تُدرك عيناها القداس النورانى أخيراً.
بإتجاه علّى تطير، ترتفع وتقترب من بقعة الضوء السرمدى فى شغف بالغ..
حوله تطوف ، هنا ..
لقد خلقت لتكون هنا

تمارس طقوس عبادتها فى خشوع ولذة.. تطوف فى مدار مرسوم ،
يعلو صوتها مسبحا بحمد الذى قد براها

النور يطمث عينيها المجهريتين.. ولكنها لا تفتأ تمارس عبادتها فى تفان تمام
تلقى بذاتها بين أحضان النور.. فتصعق للتو كقربان تأكله النار

يحترق الجناحان قبل الجسد.. فتتهاوى فى الهواء من علَّى
تستقر كيانا هامدأً على الأرض أسفل مصباح عالى ينير الشارع المظلم،
تطئها أقدام الماره الواحد تلو الأخر
فتسويها بالأرض.. تتغذى حشرات الأرض على البقية الباقية منها...
تعود لسيرتها الأولى .. من عدم
انتهى


يبقى سر انجذاب بعض الفراشات نحو الضوء خفيا، رغم الكثير من الدراسات والأبحاث التى سعت لتفسيره، الا أن جميعها لا يعدو مجرد افتراضات. هناك ولا شك سر فى محبة ذلك المخلوق الجميل للضوء وان كان ناراً أو لهيباً ، وعلى الرغم من إحتراق ملايين الفراشات منذ الأزل لا تزال الفراشات تمارس ذات الطقوس القاتلة بإخلاص بالغ يشكل لغزا



Sunday, April 18, 2010

الشيخ صالح


عرفناه منذ الصغر بالشيخ صالح، ولقد كان صالحاً بحق. فى هذا الحى الشعبى المتواضع بالقاهرة كان يعش الشيخ صالح
رجل تكاد لا تبدو عليه سنون عمره الستون ، عليه الوقار، بهى الطلعة، وضاء الوجه، يبدو على قسمات وجهه الحسن نضرة نعيم على الرغم من زهده الشديد.
لقد أحببناه جميعاً، صغارا وكبارا. كان شيخى فى المقرأة، عرفته منذ خمسة عشر عاماً مضوا..

جئته غلام صغير لا يكتب.. ولا يقرأ.. ويتلعثم فى نطقةش
تغمدنى بعنايته ومحبته، خصوصا بعد ما علم أنى يتيم الأب.
هذب الله على يديه قلبى، وحفظت على يديه كتاب الله وكان لى نعم الأب، المُعلم، والمُربٍى

طالما تناقل الصغار اقاصيصهم حول الشيخ صالح، وصل البعض منها الى حد الاساطير
ربما شجعهم على ذلك شخصيته الفريدة، وصمته الطويل، و اقامته الذائمة فى زاوية الحى
قالوا عنه جنياً،وقالوا عنه ملاكاً، بل وذهبوا لأبعد من ذلك
عندما اشتد عودى و بدأت اجالس الكبار، علمت أن الاقاصيص حول الشيخ صالح لم تكن لعبة الصغار فقط..
قالت لى أٌمى أن الشيخ صالح جاء إلى حينا ولم يولد فيه، وأنه جاء غريباً وعاش غريباً، وأن له قصة عجيبه فى ولوجه لحينا

جاء الشيخ صالح إلى حينا منذ عقدين، وجدوه مُلقى عند الخرابة بأطراف الحى ، بين الحياة والموت
سمع الفتية صوت أنينه وهم يلعبون وقت الشروق، ذهبوا ليتفقدوه وهالهم ما رأوا، وفروا ذعراً مستنجدين بالكبار

يقول لى العم شٍحته صاحب الدكان الذى أعمل لديه أنه كان واحد من الفتية اللذين وجدوا الشيخ صالح،
.. وأنهم إعتقدوا أنه جنى يسكن الخرابة القابعة فى أطراف الحى

أنقذ رجال الحى الشاب الذى كان فاقداً للوعى بسبب الإعياءالشديد،كان يبدوا عليه أثار ضرب مبرح
كان مغطا بالدم الجاف المتخثر،متشرباً برائحة القمامه التى كان ملقى فيها، وكان يبدو أنه ملقى هناك منذ أيام
على الرغم من هيئته المروعه، إلا أن الشيخ صالح كان يرتدى ملابس تدل على أنه لا ينتمى للطبقة الشعبيه
فهو و كما أنه ليس إبناً لحينا، فهو ليس حتى من أبناء الأحياء المجاورة..
يقولون أن الشيخ صالح ظل فاقداً للوعى لأياما طوال.. وأن الحاج طه العطار هو من تولى تطبيبة والعناية به فى بيته

الحاج طه العطار رحمه الله، كان إمام الزاوية، كان شيخاً أزهريا طيب السيرة ميسور الحال
وكان مخضرما ، محبوباً، و عزيزاً فى حينا..
يقولون أن الشيخ صالح كان كطفل صغير عندما أفاق، أبيض السريرة، فارغ الذهن.. كطفل صغير لا يفقه شيئ
لا يعرف من هو، من أين أتى، وكيف..

زاد ذلك من مخاوف أهالى الحى البسطاء،
حيث إعتقد غالبيتهم أنه إما جنى، أو مسحور
بينما ذهب البعض الأخر إلى انه مجرم أو مُوتور يرغب فى الإحتماء بهم
وفى كلا الحالتين لم يكن الشيخ صالح مرحباً به فى حينا..

لكن كلمة الحاج طه العطار لم تكن لتُرد من اهالى الحى أبداً..
قرر الحاج العطار أن لا يتخلى عن الشاب، و تغمده بعنايته، وسماه صالحاً.. وعمد على تنفيذ ذلك

على يد الحاج العطار أصبح الشاب صالحا، علمه كما يتعلم الصغار
علمه الصلاة، والصيام،وأركان الإسلام وأحكامه
و علمه القرأة والكتابة،وحفظه كتاب الله
كان الشيخ صالح ذكياً، سريع الحفظ، فطن البديهه.. فتعلم سريعاً

وكان له قلب أبيض نقى، كقلب طفل .. لذلك سرعان ما أحبه أهالى الحى اللذين كانوا يتخوفون منه
عاش الشيخ صالح فى بيت الحاج طه بضع سنوات..
إنتقل بعدها للعيش فى زاوية الحى، بنأً على رغبته التى لم يراجعه فيها الحاج العطار
ومنذ ذلك الحين والشيخ صالح قائم على أمور المسجد ومقيم فيه
منحه أهالى الحى بعدها لقب الشيخ، خصوصا بعدما أصبح إماما للمسجد فى غياب الحاج العطار، ومُحفظاً للصبيان

بعد وفاة الحاج العطار، زادت محبة أهالى الحى للشيخ صالح.. وأصبحت هيبته ومكانته من هيبة الحاج الراحل
يقولون أن العطار أوصى للشيخ صالح بجزء من ميراثه
وان الشيخ صالح رفض ذلك، وعند إصرار أهل المرحوم على تنفيذ وصيته.. لاّن لهم
ثم عمد إلى تلك الأموال فأنفقها على الزاوية.. ووزعها كلها فى أوجه الخير حتى لم يُبقى معه مليما

كان الشيخ صالح زاهداً ورعاً، قليل الكلام، كثير الفعل، باشاً
لم يشارك فى مجلس من مجالس السمر أو اللهو فى حينا ولم يكن له بغير العطار صله ، فلم يُعرف له صاحب بعده

يقولون أيضاُ أنه رفض أن يتزوج، حتى وأنه رفض أن يتزوج بعروس ندبها له الحاج العطار نفسه
لذلك ظل الشيخ الصالح على الرغم من محبة الجميع له، غريباً فينا
لا أصل ولا نسب ولا ذُرية

بسبب ظروف ووفاة أمى إضطررت لترك الحى القديم، وأستأجرت شقة فى المدينة الصاخبة.. ولكنى أبداً ما نسيت شيخى الصالح
وكنت أزوره من وقت لأخر.. لم أكن ائنس بحياتى بحديث كما أئنس معه
فكلامه أبداً لم يكن لغوا ولا لهواً، ومع ذلك كان أشد لذه من أحاديث السمر
كانت كلما ضاقت بى السبل، ذهبت لشيخى الصالح، أُلقى بنفسى وهمى لديه، فلا أرحل إلا وقد زال همى،وفُرج كربى،وأُتلج صدرى

ذهبت الى حينا شوقاُ لشخى الصالح، ولكنى لم أجده فى الزاوية كعهده،
إنه لم يبرحها منذ 10 سنوات
..
إنتفض قلبى .. وأختلج صدرى نغز موجع.. ولم أدرى الا ودموعى تنهمر
هل يُعقل أ يكون قد حدث ما يجول بخاطرى، أهكذا يا شيخ صالح..
ولما لم يستدعينى أحد..
لقد أوصى بأن أكون هناك.. فى غًسله..وأن أحضر زفته..

نعم هكذا كان يسمى جنازته "زفه"ثم يذرف دمعتين ويدعوا الله بإخلاص أن تكون زفته الى لقاءه راضيا ..
لقد أوصانى.. وأن أضعه بيدى فى قبره،و أقف عند راسه و ألقنه ، وأن لا أبرح حتى أدعوا و أختم اجزاءا من القران..

لا يُعقل أن تكون رحلت هكذا يا شيخى العزيز
كنت أبكى و تلك الخواطر تجول برأسى عندما هزنى أحدهم
كان العم شحته، صاحب الدكان.. أخذ يسألنى عن حالى .. وتعجب لما رأى دموعى
لم أستمع لكلمة مما قال ، فقط سألته متى توفى الشيخ صالح وكيف؟

لم يمُت بعد، وهو بالمناسبة ليس صالحاً"..
هالتنى الكلمات التى خرجت من فم العم شحته
وهممت بوكزه..لولا كظمت غيظى.. وسألته مستنكراً، ماذا؟، كيف؟

قال لى العم شحته أن الشيخ لم يمت ولكن رجال الشرطه جاؤا للقبض عليه، هى قصة يطول شرحها
ولكن علم الجميع أن شيخنا الصالح كان من قبل أن يأتى لحينا مجرم
مًجرم هارب!!

قاتل، سارق،بل و أنه لم يترك بابا من أبواب الكبائر الا وقد أتاها
تعرف عليه أحد رجال الشرطه الكبار والذى كان بالقرب من حينا وجاء للصلاة فى الزاوية القريبه
هناك ألتقى الشيخ، ولم تكن ملامح الشيخ بعيده عن ذهن الرجل الذى أخذ ينفض غبار الزمن بالسؤال عن الشيخ صالح والتقصى عنه
وأخيراً وصل الى حقيقته

لقد كان الشيخ صالح قاتل صديق ذلك الشرطى، فى مطاردتهم الأخيرة معه قبل أن يفقدوا أثره لمدة 20 عاماُ أو يزيد
لقد عاهد ذلك الشرطى، زوجة صديقة المكلومه لمقتل زوجها.. بأن يقبض على ذلك المجرم الذى يتّم أطفالها وسرق صديق عمره!

كان للقصة تفاصيل كثيرة، لم أشأ أن أستمع الى أى منها..
على الرغم أن قصة الشيخ صالح أصبحت علكه تلوكها ألسنه أبناء الحى ليلا ونهارا .. سرا وجهارا
تأكدت من صدق القصة بنفسى
ربما كانت وفاة الشيخ خبراًأفضل مما عرفته عنه.. هذا ما كان يجول بخاطرى يومها
أمضيت يوماً بعدها شاردأفكر، كنت شديد الحيرة

ماكان يشغل بالى كثيراً.. على ما سيحاسب الله الشيخ صالح؟
على نصف عمره الذى قضاه زاهدا، عابدا، ورعا
أم على نصف عمره الذى قضاة مجرما، مفسداً فى الأرض، أتيا للكبائر!!

هنا تذكرت كلمات كان دائما ما يرددها شيخى الصالح، كلما ذكر لسانى سيرة غيرى
يا بنى دع الخلق للخالق، لا تنشغل بما لست مخلوقاً له عن ما خُلقت لأجله..
ان حساب العباد لرب العباد الذى هو أرحم من العباد
و يردد قولة تعالى: "إن الينا إيابهم، ثم إن علينا حسابه"..

صدقت يا شيخى الصالح
وددت لحظتها أن أقبل اليدان اللتانى ربتا قلبى.. ولكن لم أُمهل
لقد توفى شيخى الصالح،

توفى ليحاسبه رب العباد الذى هو أرحم من العباد قبل أن يحاسبه العباد
وفقنى الله لشهود غُسله، وزفته،ووقفت عند رأسه ألقنه و اودعه،و مارحلت الا بعد ان أنسته بختمة من كتاب الله كما أوصانى

رحم الله شيخى الصالح

Tuesday, December 29, 2009

لا أعلم لماذا اليوم واليوم تحديدا ، أعود لهذا البيت الذى هجرته منذ زمن بعيد، أمر به من وقت لأخر على فترات متباعده .. أرمق أطلاله من بعيد قد أتجول فيه، أنعش ذاكرتى لأيام جميلة ولت .. أبتسم ثم أغادر
اليوم أردت الدخول ..ابتسم ابتسامه لم اتبين معناها عندما توقفت هنينه لأتذكر كلمات السر.. مفتاح الدخو ل
لم أكثر المحاولات اذ يبدو اننى لم اضيع المفتاح بعد على الرغم من الهجران
شعور غريب اجتاحنى وانا انقب بين غرفة الداخلية ..92 تدوينة محفوظة بالداخل بعضها لا يعدو كونه دعاء.. او مقطوعه من أغنية أو قصة ابتدات ولم تنتهى..

كانت تدوينتى الاخيرة عميقة الاثر فى نفسى كتبتها مستلهمه بتحارب اخرين وعلى ضوء تجربة شخصية أهلتنى لأرى العالم من هذا المنظور..
اثنى كثير من المقربين لى عليها.. اردت تصديقها بشدة فأمنت بها..
اعتقدت لايام انها ابدع واصدق ماكتبت ولم ارد ان ازايد عليها فتركتها هناك

اليوم وبينما اكتب تلك الكلمات أؤمن انها لم تكن سوى كلمات من عالم مثالى لا وجود له..
النبيل ذلك الرائع الخيالى .. الساعة تلك الضحية الرقيقة التى انتصرت اخيرا. لا وجود لهما
ربما ان الرجل الغنى الطامع موجود بوفرة .. والساعة الانيقة البراقة التى لا تعبأ بأى يد تعلق ..
الاهم ان تكون مع الفائز نماذج تكسو العالم

بقدر ما كنت ارى تلك القصة مثالية رائعة .. كحلم جميل اقراه من ان لاخر واستمتع بقرائته ..
بقدر ما اراه الان عبثا ادبيا غير متقن الصنع .. ملىء بالاخطاء النحوية، الاملائية ،والخيالية..

لم يكن الهدف من تلك التدوينة بعد انقطاع لاكثر من عام ان اتحدث عن ساعة اليد .. ولا ان اتحدث عن شىء اطلاقا
فقط اشتقت للثرثرة عبر ارجاء البيت الذى احتمل ثرثرتى لاكثر من عام ..
ربما لم يعد هناك من يزور البيت المهجور.. ربما هناك من يزوره من باب الصدفه او الذكره

فقط اردت ان استرجع عبق ايام احببتها بغض النظر عن اى شىء.

تمنيت ان اكون بالشجاعة التى تجعلنى انشر تدويناتى الثمانين المخبوءه بداخل المدونة .. ولكننى لم اجروء..
سأجرب حركة اخرى تتطلب جرأة ربما اقل..
سأترك رابط مدونتى السرية التى كنت امارس "الفضفضه" فيها مع نفسى من ان لاخر ..

ربما ساندم على هذا القرار لاحقا .. وامحو الرابط .. ولكن فى تلك اللحظة ارغب فى حركة انتحارية مماثلة .. لا اعلم تحديدا لماذا

/

لا ارغب فى مراجعة كلمة مما قلت.. مؤكد انى سأندم لاحقا..اما الان فلا يهم سأدخر وقت لاحق للندم وسأقوم برفع تلك التدونة واضافتها لرفيقاتها التسعين .. لكن كل ما ارغب فيه الان فقط هو كبس زر النشر


Friday, April 4, 2008

ساعة يد




فى حافظتها الزجاجيه الثمينه تغفو فى إنتظاره..ه
تفكر فيه ، تشتاق إلى ضم معصمه ، ملازمته فى غدواته وروحاته
تبذل كل طاقتها المحدوده فى الحفاظ على هيئتها و زيادة رونقها فقط لانها ترجو أن تكون الأجمل فى عينيه ..ا
يد تمتد لتحملها بحافظتها الزجاجيه .. تملؤها نشوة الإرتقاب وتتمنى أن يكون هو
أخيرا تنفتح حافظتها الزجاجيه .. تمتد كف لتحملها وما أن تمسها الكف حتى تغمرها السعاده

إنها حتما يديه .. تميزهما جيدا ، رائحة العطر الأسر ، ملمس يديه الناعم الأنيق.. إنه هو لا محال
يضعها برفق حول معصمه الأخر ..يغلق مكبسها ويبعد يديه عنها، تزداد حماستها
تقضى اليوم معه سعيدة بضم معصمه .. تكتفى منه بنظرات مقتضبة ، لا مباليه لا بهدف غير معرفة كم مر من الوقت ولكنها تكتفى بتلك النظرات الشاردة الغير عابئه ..
كثيره هى اللحظات التى أمضتها فى حافظتها الزجاجيه دون أن يرمقها أو يحملها أو يصطحبها معه ،

وكثيره هى المرات التى أضاعها فيها بين حاجياته ، وعديده هى المرات التى نسيها لدى رفاقه
ولكنها مع إهماله فيها ، وعدم إكتراثه لها تحبه بشدة .. لاتعرف لها صاحب غيره ..ولا ترضى لنفسها دونه

فى المساء إصطحبها معه إلى أحد حفلاته المسائيه التى يتظاهر فيها جميع الحضور بأثمن ما يملكون
تمنت لو أن بإمكانها تغيير خواصها لتصبح الأفضل على الإطلاق فقط لتكون مصدر فخر له..
فى الحفل الصاخب لم يكن يعيرها إهتماما وكانت عينيه الطامعتان تتابع ما يملكه الغير
وينبض قلبه المريض بعدم الرضا على ما بيديه ..
فى وسط الحفل أثنى أحد الحاضرين على ساعته الأنيقة والتى يرى أنها ولابد أن تكون ثمينه .. كادت تطير سعادة ، فقط لأنها أصبحت كما تتنمى دائما مصدر فخر له

ولكن عدم إكتراثة لها وإستمراره فى إهانتها بنظراته الطامعه فى ما فى أيديهم ،ونفسه الساخطه على ما بيديه جعلها تفقد حماسها
تكاثرت كلمات الثناء عليها من أغلب الحاضرين، والتى أصبحت بمرور الوقت لا تزيدها إلا خبوا وحزنا
وفى خضم انصرافه عنها ، كانت العيون الطامعه تلاحقها ..حتى أن أحد لصوص الحفل حاول أن ينتزعها من يديه عنوة ، وقتها إزدادت تشبثا بمعصمه رفعت أصوات دقات عقاربها حتى إستحالت صراخا مستغيثا دون أن يلتفت اليها ..لقد كان مشغولا بغيرها ، ولم يلتفت الى اللص إلا عندما ازدادت حركاته عنفا فى مواجهة صمودها .. فإعتذر له وادعى أن الزحام هو السبب ، فلم يزد على أن هز رأسه وإنصرفا مبتعدا

للمرة الأولى منذ إقتناها يجتاحها هذا الشعور ، تمنت بصدق أن يخلعها من يديه ..يحررها من قبضته

زادت من سرعة عقاربها حتى يمر الوقت وينتهى اليوم ..
وفى غرفته خلعها و كالعاده ألقاها بإهمال على الكمود بجانب فراشه
شعرت بالقليل من الراحه أخيرا بعيدا عن معصمه ..
أغلق نور الابجور وغط فى نوم عميق
أما هى فكانت تعانى من أثار الاّّّّّّم الليله ..ا

محاولة السرقه ألمتها بشدة ، فمكبسها الذى يجعلها محكمة الغلق حول معصمه قد تضرر
إلا أن ما كان أشد تضررا هو شعورها تجاهه ..


أصبحت تتبرم من إهماله لها ، عدم إكتراثه بها ، شعوره بأنها ليست جيدة كفايه على الرغم من إثناء الجميع عليها ، طمعه فى غيرها الذى أعمى عينيه عن طمع غيره بها
أصبحت لا تحتمل لمسة يديه .. ضم معصمه ..رائحة عطره ،
قررت أن تلفت إنتباهه إلى ما أل اليه حالها بشتى الطرق دون طائل
أعلنت العصيان و أوقفت دقاتها ، توقفت عن مقاومة أثار الزمن والإهمال عنها فأصبحت أشبه بخردة أوشكت على البلاء
كانت تزداد حزنا وشحوبا كلما إزداد إعراضه عنها ..

فى أحد الأيام إستيقظت لتجد نفسها بين يديه ..
كانت تعتقد أنها تلفظ أنفاسها الأخيره إلا أن نظرته اليها بهذا التمعن كانت الأولى منذ يوم إشتراها .. سرت فى أوصالها قوة شجعتها على البقاء .. ضربت عقاربها إعلانا عن الرضا ولكن وقبل أن يرى هو دقاتها كان قد ألقاها من يديه وإنصرف عنها

إصطدمت بعنف فى القاع بين خردوات معدنيه باليه
لقد باعها بخسا لبائع خرده!!
كانت بحق أقوى صدماتها على الإطلاق تمنت لو أن يشفق عليها تاجر الخرده ويصهرها فيحيلها لكيان أخر تتحرر به من ذاتها الذليلة
ظلت على هذا الحال زمانا .. تكابد الموت ثوان لا تحصى

فى أحد الأيام تحسست يد جديدة تلمسها ، تحملها برفق ، تزيل عنها الغبار ..لمسات نسيت طعمها منذ زمن بعيد .. بل و رفق ، عناية ، رضا لم تذقهما من قبل

دفع الرجل النبيل ما كان بحوزته من سنتات للتاجر الطامع الذى بالغ فى ثمنها عندما لمس تعلق الشارى بها ، إلا أن الشارى النبيل أدرك جيدا أنه لو دفع عشرة أضعاف ما دفع فإنه لن يوفيها ثمنها الحقيقى

فى حفل تتويج الساعة الأفضل بالمدينة كانت تضم معصم صديقها الجديد
وهى تبدو أكثر تألقا من يوم صنعها
مكبسها محكم الغلق ، عقاربها الذهبيه تبرق من السعادة ، ثوانيها ودقائقها تعبر بدقه وثقة ..
إحساس صديقها العطوف المحب بالرضا عنها جعلها بحق الأكثر إشراقا
صافح جميع الحاضرين فخورا بها .. من بين أياديهم وجدت يديه هو .. صديقها القديم لا محال ، من الصعب أن تنسى هاتان اليدان بكل ما فعلته بها
عطره الأسر لا زال يفوح منه ، وحول معصمه كانت تلتف ساعة أنيقه يملؤها الزهو، تصدر بريقا يأخذ بالأبصار
الا أن عينيه وقلبه كانا زائغان عنها كعادته مشغولان بما فى يد الغير

ومن بين ساعات الحفل لفتت إنتباهه تلك الساعه الأنيقه التى يشع وجه صاحبها فخرا وإعتزازا بها
نظر اليها كما لم يفعل من قبل .. وأطال النظر حتى خشيت أن يتعرف عليها
تحدث قليلا مع صاحب الساعه حديث أسعدها وأوجعها ، تصافحا مجددا وانطلق كل فى طريق

فى ختام الحفل تم الإعلان عن الساعه الفائزة كانت الساعة البراقة لصاحبها الذى تعرفه جيدا
للحظة شعرت الساعة بالحنق على ذاتها لأنها لم تستطيع أن تجلب لصاحبها النبيل السعاده والفخر كما أغدقهما هو عليها
مال الصديق العطوف عليها ، وكأنما سمع ما يجول بخاطرها ..
قبلها و همس إليها قائلا : "سأظل أنا الرابح الأكبر دائما لأنى إقتنيتك"ّّا

ضمت معصمه حبا وعرفانا كما لم تفعل من قبل .. تمنت لو ظل يرتديها أبدا ويحيطها بحبه، حرصه، ورضاه
عند بوابة الخروج إلتقاهما صاحب الساعة الفائزة .. وصاحبها القديم ، أخبرهما فى سعادة أنه قد إنتهى لتوة من صفقه رابحه باع فيها ساعته الفائزه
وعرض على النبيل صفقه جديده يشترى فيها ساعته الأنيقه مقابل ما كسبه من مال فى صفقته الأولى
تعجب صاحب الساعه النبيل وسأله "ألم تخبرنى فى بداية الحفل أنك كنت تملك ساعة مشابهه والقيتها بيديك فى القمامه؟"؟
فأخبره أنه لم يدرك من قبل كم أن "هذا النوع من الساعات يروق له
:إعتذر الصديق النبيل بشدة عن بيع ساعته قائلا
هى بالنسبة لى أكثر من مجرد ساعة تروقنى ..
هى بحق أثمن ما حدث لى يوما"ا"

Saturday, February 16, 2008

كنز


رب كنز بت تضنى نفسك بحثا عنه دهرا

فلما وجدته كنت قد زهدته من فرط شغفك

عندما يكون الطين أثمن من الذهب


أن أكون من طين ويعترينى دفء روح


خير لى من أن أكون صنما يلمع من ذهب