Monday, December 3, 2007

اليهم ..




هم ليسوا دائما أمام أعيننا ، الا أن صورهم لا تفارق قلوبنا..

ربما تفصلنا المسافات ، وتفرقنا الحياة . ولكن يظل نسيانهم أمر غير وارد الحدوث


لكل واحد منهم نكهه خاصه ..


لكل منهم موقف أو عدة مواقف تعلق بالذاكره .. تحفر لهم مكانه خاصه فى قلوبنا


من بين كل الناس ومهما كانت صلتهم بنا ..


هم فقط من يستطيعون :


أن يفهمونا دون عناء الشرح


أن يسمعوا ما بداخلنا دون عناء الكلام


أن يتفهموا ردات أفعالنا دون عناء التبرير


أن يزيلوا مخاوفنا ، قلقنا ، تحفظنا

أن يحتملوا شكوانا ، غضبنا ، حماقاتنا

أن يرسموا البسمه على شفاهنا ماهما بلغت همومنا


أن يحبونا كما نحب أن نحب .. يعاملونا كما نحب أن نعامل .. ويرونا كما نحب أن نرى


مجرد حديثنا معهم يجعلنا أشخاصا مختلفين ..

يجعلنا نحب الحياه ونحب أنفسنا


لذلك وبكل بساطه فهم ..

لا ينسوا



هم أناس بفضلهم نصبح أشخاص أفضل


اليهم جميعا أقول:


شكرا لوجودكم فى حياتى

أغفروا لى ذلالتى فى حقكم

وأخيرا..
أفتقدكم بشده
أنا بحق فى أمس الحاجه اليكم

Thursday, November 22, 2007

كلمات سرياليه 2


اراك حكايه بدأت لتوها ...
ولكنها لا تزال مجهولة التفاصيل مفتوحة النهايه
أراك ملامح بالكاد رسمت..
ولكن بريق حبرها لم يجف بعد فلا تبدو واضحة المعالم
أراك كلمه لم يكتمل نطقها بعد ..
أسمعها و لا أستطيع ادراكها قبل ان تكتمل

الان لم تعد ذاكرتى فى حاجه الى اختزان صورة وجهك.
لانها منقوشه على جدرانها..
نقشا غائرا كفيل بان يجعلها لا تمحى .. ولا تضيع بين تفاصيل الاخرين

أخاف منك
نعم لازلت اخاف منك !
لأن نصف منك لازال يقبع فى ظلال المجهول ..
ولكن هذه المره خوف لا يمنعنى من الاحتماء بك

الحيره!!!
لم أعد كما كنت مجرد فريسه للحيره ..
بل قل ان شئت ان الحيره ألتهمتنى ..
الا ان اقترابى منك لم يفعل الا أن زادنى يقينا..
بانى حائره

أشعر ان رفضك الان اكتسب وجاهة تبرره
ولكنى اضفى عليه شرعيه زائفه تبيح لى قبولك
ومبررات رفضك؟؟
أتناساها عامده، ألقيها فى اهمال بالجزء المظلم من عقلى ، أعمى عينى عنها
فلا هى تختفى ولا أنا أجرؤ على الرفض

الان انت لم تعد مجرد قصه...
انت الان يومى وربما غدى ..
أكثر واقع عايشته يقينا
ربما أنى لا أرتضيه ولكنى فى ذات الوقت..
لا أرضى عنه بديلا

ربما الوم نفسى يوما
لانى سمحت لك ان تتحول من مجرد صوره باهته على صفحات رواياتى ،الى شبح زاهى.
. أسمعه ، أراه، أشعر به ماثلا أمامى
ربما ابكى يوما بحسره ..
ولكنه سيكون بكاء الطفل المشاغب الذى ظل يشاغل هرا شرسا حتى نشب فى وجهه انيابه...

لذلك ثق بانى لن الوك يوما..
وان فعلت ، فاعلم
انى الوم عجزى فيك لاأكثر

لازالت الايام تثبت لى صواب كلماتى بأن :

ليس كل مانتمناه يوما نناله
وان علينا أن نتنازل لكى نعيش

ولكنها اثبتت لى على عكس ما تصورت :
أن كل القصص قد تصلح لان تكون واقعا ..
ولكن ..
على كاتب القصه تحمل تبعات خياله

الان فقط أعتقد أنه أصبح بالامكان أن أنعت نفسى بالواقعيه
دونما ادنى ادعاء


Tuesday, October 30, 2007

وأنا كمان

هى ..

قصيرة القائمه ،ترتدى معطف ثقيل بنى اللون وتنوره قصيره ،لديها جديلتين كثيفتان محكمتى الصنع ..
وعلى ظهرها تحمل حقيبه يكاد يقارب حجمها ضعف حجم الجسد الصغير الذى يحملها ،
حتى أنها تسير منح
نية الظهر بعض الشىء .. يعلو وجهها المنتفخ حمره بفعل البرد وخطواتها المتسارعه..
كل ما تفكر به أن تدرك حصتها الاولى ..اليوم هو الثلاثاء..
الحصه الاولى لمادة (الدراسات الاجتماعيه)ومعلمتها الصارمه..

الحقيبة ثقيلة الحمل..والفتاة تزيد سرعتها بشده حتى ان قدميها الضعيفتين تئنان من الألم..
تتوقف الفتاه لحظه من شدة الالم وتلهث من فرط الجهد..
وقبل أن تهم بالأتكاء على السياره المجاوره لتاخذ قسطا من الرا
حه..
تتذكر وجه معلمتها العابسه وهى تنظر اليها بغضب وتباغتها بكلمات قاسيه
ويترأى لها فى هذه اللحظه وجوه رفاقها الماكرون وهم يكتمون ضحكات الشماته..

فتطلق الفتاه لساقيها العنان غير عابئه بصرخات الالم التى تطلقها..
تصل الفتاه الى مدرستها فى وقت قياسى.. تنظر الى الفناء فتجده خالي
اذا فقد انتهى طابور الصباح ..

تنتفض وتركض نحو السلم تصعد السلم درجتان درجتان وربما ثلاثة ان استطاعت
أربعة ادوار اجتازتها القتاه لتصل الى فصلها

تدخل الى الطرقة مسرعه وما أن تدخل حتى تتصلب قدميها

ويعلو وجهها الاحمر اللامع_ بفعل العرق_نظرات خيبة مؤلمه باب الفصل كان يغلق..
اذا فلقد سبقتها المعلمه بشىء يسير ولكنها اخفقت بعد كل هذا العناء

تقترب الفتاه من باب الفصل تنهج من الارهاق وتكاد تنفجر من الحسره
تخلع حقيبتها الضخمه،تسند ظهرها الى الحائط..

وفى هذه اللحظه تشعر بالالام الحاده التى تصرخ فى جسدها الصغير
وتسمع بوضوح خفقات قلبها لدرجه جعلتها تقتنع انه على وشك أن يخرق صدرها..
قدميها تؤلمها بشدة الان ..
تجلس فوق حقيبتها ..

تحاول ان تلتقط انفاسها يجول بخاطرها الغض أفكارا كثيرا..
تلوم والدتها وتحملها ذنب عدم حضورها مبكرا لأنها لم تسمح لها بالذهاب الى المدرسه قبل ان تفرغ من انهاء فطورها، ولم ترحم توسلاتها..

والدها المسافرهاتفهم صباح اليوم ولكنها فى غاية الاسى لان الاتصال انقطع قبل ان تكمل حديثها معه..
تذرف الفتاه دمعتان حارتان تردد فى سرها((بحبك اوى يا بابا وحشتنى)) ..
صوت جهورى حاد يفزع الفتاه من خواطرها تنظر أمامها لأعلى فتجد المشرفه ضخمة القامه

ترتعد أوصال الفتاه ،
فهى المقصوده بكل هذا الصراخ ..

تشلها الصدمه فتظل جالسه ،فاغره الفم ،تصوب عينين دامعتان مذعورتان لاعلى
بنبرة صراخ عاليه تقول المعلمه للفتاه((انتى لسه قاعده بعد كل ده ..انتى غبيه يا بت انتى ..فزى قومى))
ولاول مره تعى الفتاه ماتقوله المعلمه،
فتنتصب واقفه مذعوره

((دى مدرسه يا حبيبة قلبى مش نادى ،..فاهمه))
تقول المعلمه ذلك وهى تشوح بيدها فى وجه الفتاه

فتهز الفتاه رأسها_ التى لا تزال مرفوعه لأعلى_ببرأه وخوف
تكمل المعلمه حديثها بنفس النبره الصارخه قائله

((وبعدين يا ماما ايه اللى مقعدك فى الطرقه انتى معندكيش حصه..انتى تبع مس ..))
فتجيب الفتاه بنعم ..
تلتفت المعلمه وتفتح بابا الفصل المجاور ،

تلقى التحيه على المعلمه الأخرى وتتغير نبرة المعلمه تماما تتبادل المعلمتان التحيه والاحاديث الوديه الضاحكه..
وبعد ان تطلق احداهما ضحكه عاليه تلتفت وتشير بوجه عابس بأصابعها فيما يعنى تعالى هنا..
فى استسلام وذل تستجيب الفتاه
............
تجلس فى مقعدها ممتقعة اللون بعد أن تلقت موجه من التعنيف والاهانه امام زملائها..
فى مقعدها الخشبى تجلس الفتاه..
أخيرا سترتاح قدميها قليلا..

هى الان تشعر بالقليل من الراحه والامان لا بأس بهم على كل حال..
تمضى الحصص متشابهه على اختلاف اصوات نعيق المعلمين..
خيرا جرس (الانصراف)الكل ينطلق هاربا ..
تهم بالانصراف ..تحمل حقيبتها الضخمه على ظهرها
تنزل الدرج مع الجموع المنطلقه..
تقابل رفيقتها عند باب المدرسه..

تتشابك كفيهم الصغيران..يسيران معا نحو المنزل صامتتان بخطوات متباطئه
تبدوان صغيرتان ..غضتان .. الا أنهما تعجان بهموم تفوق سنى عمرهما

مسائل القسمه المعقده..نتيجة امتحان العلوم..واجب العربى والدراسات والانجليزى
..
العديد والعديد من الافكار المشابهه

يقطع الصمت صوت احداهما تقول(أنا بكره المدرسه)..
فترد عليها الأخرى قائله..
وأنا كمان

Saturday, October 27, 2007

Thursday, October 25, 2007

لانك ...

أتعلم
لما أحبك و أخشاك؟؟
لأنك حلمى ... و كابوسى
!!!

Wednesday, October 24, 2007

مسافر..


هنا ...
الكل يقتنص أخر لحظات اللقاء ..
يكبت دموعا تكاد تمزق المقلتين لتسقط ..
وينجح بعضها فى اجتياز حاجز الحظر فيزيد الوضع ارتباكا..
أكف متشابكه ، عيون تتعانق،
أفواه تتبادل فى صمت أخر كلمات الوداع ووصايا الفراق ..

على حافة الممر..

تنفجر كل الدموع المحظوره وكل الكلمات المكبوته
ينخرط الجميع فى نوبه من الجزع المؤلم...
يتصنع الراحل التماسك لينهى احتقان الوضع
يحيى مسرعا وينطلق ،

وما أن يلتفت منصرفا حتى تلوح فى عينيه اخر نظراتهم
فتشتعل فى صدره نار
..
يشعر أنه يحتاج بشده الى نظره..
فقط نظره أخيره ،
عند نهاية الممر .. يلتفت اليهم
لا يكاد يراهم من تزاحم الدموع على أعتاب عينيه..

ينظر اليهم النظره الأخيره..
يضمهم بعينيه
.. يغلقها عليهم باحكام ..
يلتفت مغمض العينين ..
تبتلعه فوهه الممر.




.

Wednesday, August 29, 2007

صرير بارد


الرؤيه مشوشة الملامح عبر النافذة .. قطرات المطر تكاد تطمث المعالم بالخارج
تجلس هى بمواجهة النافذه ..
ترقب أنفاسها الدافئه وهى تصنع خيوطا من البخار تتأكسد على شكل هالات توصم النافذه محكمة الغلق
تتدثر ببرده صوفيه سميكه ، شال داكن يغطى باحكام رقبتها وأذنيها حتى منتصف شعرها ، خف سميك خشن يحتضن قدميها .. تلامس بكفيها سطح كوب من مشروب ساخن تتراقص الابخره عند سطحه
ترقب العالم الخارجى من وراء النافذه .. قطرات المطر تكاد تحجب الرؤيا .. ولكنها تلمح بين الحين والاخر اضواء صادره من سيارات عابره تلمع على نافذتها و سرعان ما تتلاشى ، وظلال مشوشه لأشخاص يعبرون مسرعين يحمل اغلبهم شيئا ما يحمى به رأسه ..
(( من أين يتسلل هذا الصرير البارد)) . . تردد المرأه وهى تحكم لف بردتها حول جسدها المنكمش
تنظر الى النافذه من جديد .. تسرح بعينيها التى تغشاهما مسحه حزن دفين .. تستسلم لموجه من الذكريات التى تأخذها لزمان اخر ...

الاصوات كثيره تعزف لحنا دافئا ..ربما تكون الاصوات ليست رخيمه ولا متناسقه بالقدر الكافى
ولكنها تبعث داخل من يسمعها شعور ما بدفء (اللمه)..

انه بيت الجده فى بداية الشتاء ..
لطالما تسألت كيف لهذا المنزل الصغير المتواضع ان يضم كل هذا الكم من الاشخاص ،
بل والاعجب يبدو بعد كل هذا واسعا ..

يقطع عليها تفكيرها صوت
دافىء عجوز يردد اسمها ..
تبتعد الفتاه عن النافذه .. تتوجه لمصدر الصوت تعبر فى طريقها على الصاله حيث يجتمع الاطفال على اختلاف اعمارهم يلهون ويصيحون .. مجلس الرجال فى منتصف المنزل ، يلتفون فى دائره أمامهم الطاوله والشطرنج
يجلسون معا بين لاعب ومشجع ..

فتيات العائله فى غرفة الجده يتبادلن أحاديثهن باصوات خافته ويتضاحكن ..
المطبخ .. يمكنك أن تعلم طريقك اليه وانت مغمض العينين ، ستقودك باقى حواسك اليه
هو دائما ساخن كصيف يعج بأصوات نسائيه وأصوات ارتطام لاوانى وادوات معدنيه وزجاجيه .....

المائده الصغيره تحتوى الجميع .. الجميع يأكل ..يتحدث .. يضحك فى رضا غير أبه لصوت العاصفه الضاربه بالخارج

ولكن صوت العاصفه أفزعها هى ..
فتحت عينيها لتجدها وحيده فى هذا المنزل .. لامائده .. لا عائله .. لا دفىء

رحلت الجده وتشتت العائله و...
((يالهى من أين ياتى هذا الصرير البارد دائما ..))
تردد المرأه من جديد وهى تحكم لف بردتها حول جسدها ...

Monday, August 27, 2007

خطاب


تستيقظ باكرا ..
تنهض من فراشها متهالكه
شعاع من ضوء خافت يتسلل فى خجل الى غرفة نومهما
تترك فراشها الدافىء الوثير ..
قدميها الدافئتين تطىء الارض البارده تنكمش اصابعها
تبحث عن خفيها تحت الفراش ترتديهما وتنهض
تسير مترنحه نصف نائمه نصف مستيقظه ...
تشق طريقها عبر الصالة تتعثر فى الدمى الملقاه على الارض ..
تنحنى تلتقط اللعب تنحيهم جانبا
تذهب الى المطبخ تعد له الفطور وتتفنن فى تزينه ،
تصب كوبا من اللبن الساخن اللذيذ تحمل الفطور وتتوجه الى الغرفه
تتجه الى خزانة الملابس تجذب حقيبة السفر
تختار من الخزينه بعض من ملابسه وأغراضه تضعها بعنايه داخل الحقيبه
تفكر مليا علها نسيت شيئا ..تتمم على الحقيبه تغلقها تنحيها جانبا
تسير نحو الفراش تنظر الى الساعه المعلقه على الحائط عقاربها تشير الى السابعه والنصف ..
تدنو منه تمرر يدها عبر خصلات شعره ..
تطبع قبله حانيه على جبينه تحاول أن توقظه برفق .. تبتسم فى وجهه
تقدم له الفطور ..
وتذهب لتجهز له ثيابا يرتديها .. ينهى فطوره يقوم من فراشه يتجهز للمغادره
وهى من خلفه تساعده حتى ينتهى تماما
عند باب الشقه تودعه من جديد ..
يحمل عنها الحقيبه .. يغادر دون مقدمات كعادته ..
ثوانى قليله وقبل ان تهم باغلاق الباب ..
يعود من جديد ينحنى يقبل يديها يدس فى جيب ردائها مظروفا ويمضى مسرعا
تنفرج أساريرها لما فعله شىء لم تعتده منه من قبل ..
تغلق الباب ، تمضى الى مخدعها مبتسمة الفم راضية الفؤاد..
تندس أسفل غطاؤها وفى سعاده تفتح المظروف
تقرأ خطابه القصير فى لهفه

عزيزتى:

لا أعلم من أين أبدأ ..
أشكرك لأنك احتملتينى لسنوات وكنت فى غاية الكرم معى ..
وما أخفيته عنك أننى لم أكن لك على مدار تلك السنوات سوا لئيما وخائنا ............
لا أنتظر منك المغفره .. فقط أرجوكى لا تحزنى ..
فمن هم مثلى لا يستحقون دموعك الطاهره
بقرأتك لهذه السطور سأكون قد خرجت من حياتك للابد
ولا اجد ما أعتذر لك به الا تلك الكلمة
أنت طالق

...

Monday, August 6, 2007

أمام المراه


تجلس أمام المراه بعد عناء يوم طويل منهكة الجسد مرهقة الفؤاد ..
تطيل النظر الى وجهها و تتأمل ملامحه بدقه ...
ندبة صغيره تزين أسفل وجنتيها تلمحها للمره الاولى ..
عينيها عسليتان بارزتان
لم تدرك كم أنهما حالمتان من قبل ،
تبتسم ابتسامة خاويه
تدقق النظر فى وجهها مره أخرى
تلتقط عينيها خصله هاربه تتدلى برقه على جبينها ،
تمد يديها لتنتزع دبوسا كان مثبتا فى شعرها المعقوف خلف رأسها فتنهمر خصلات شعرها الداكنه فى رشاقه وسرعان ما تحاصر وجهها الصغير فتبرز حسنه ،
لحظات اخرى أمام المراه ..
دموع رقيقه تروى ملامحها الشارده .. وفجأه ،
تتوقف
تمد كفيها مسرعة تجفف بعنف دموعها ، وترفع يدها لتجمع خصلاتها المتناثره تعصرهم معا ثم تثبتهم فى اهمال
من جديد خلف رأسها

Saturday, July 28, 2007

قليلا من الصمت



قد يكون من الحكمة أحيانا أن تصمت قليلا .. ليس فقط لأنك لا تجد ما يقال ، بل ربما لأن لديك الكثير جدا لتقوله
بحيث يصبح من العسير عليك قول أى شىء

لذلك قررت أن أؤثر الحكمه وأصمت قليلا ..
على أمل أن يتسع حلمكم لصمتى كما احتمل كلماتى

Thursday, July 26, 2007

مناجاة


الهى

قد أدعى أمام الناس برائتى ...

لكنك وحدك تعلم قدر عصيانى

عصيتك حتى الذنب أعمانى

ولو علم أحد مابى من سوء ...

لما أحسن الى ولا أعطانى

أما انت يا الهى ...

فتبسط الى يديك بالعفو والغفران

.. وان جمح طغيانى ..
وان طال نكرانى ...
وان زاد عصيانى

وان زدت فى اعراضى ..

زدت يا رب فى الاحسان

عسى يخجلنى الفضل ..

او أمل هوانى

لك الحمد كل الحمد يا خالق الاكوان ...

ساظل أرددها ملىء القلب ..
الفم ..
والوجدان

من لى سواك ومن سواك يرى قلبى ..

يا من بوصله تنجلى كل أحزانى

بعفوك أستجير ورحمتك ..

فمن فرط غفلتى


أصبحت أخشى العدل فى أمرى يا رحمنِ

Friday, July 13, 2007

المتعه القاتله


تطفو برفق فوق الماء... تجعله يحملها الى حيث لا تدرى
..تغمض عينيها، تتنفس فى نهم ...
تسلم ثقتها للموجه الرقيقه لتصنع بجسدها المستسلم مايحلو لها
،يطول الامر.. وهى تعلم انها حتما قد اصبحت بعيده، وربما بعيده جدا ..
ولكنها استسلمت لتلك المتعه القاتله ،
فماعادت تأبه الى اين تحملها الامواج الضاله ...
يمر وقتا طويلا ..
يبدأ جسدها فى التثاؤب ... تفتح عيناها اللتان تحاولان الهروب من شعاع ضوء متطفل..
تصدمها موجه عنيفه هبت فجأه
لتفقدها توازنها،
تسحب المياه يدها الحانيه التى كانت تحملها ..
تحاول قدماها الفزعتان ان تلامس ارضا صلبه، فلاتجد ..
تزداد ذعرا..

المياه تجذبها بعنف الى أسفل ،

جسدها ثمل من الارهاق ، الا انه يرفض الهزيمه..
يصارع بكل قوة فى محاوله بائسه للنجاة ...

هدوء شديد يعقب تلك الموجه العنيفه..
يخيم سكون مريب لدقائق تمر دهرا...

، يطفوا على السطح جسد هامد تحمله المياه برفق
ولكن هذه المره نحو الشاطىء
...

Monday, July 9, 2007

كلمات سرياليه

أراك حكاية لم تبتدىء بعد ... ملامح لم ترسم بعد ،
كلمات لم تنطق بعد ...
مجرد رتوش مبهمه
أحاول أن أدقق فى ملامحك التى لم ألمحها ،
وتعجز ذاكرتى عن استرجاع صورة وجهك ...

يبدو انها لم تختزنك ، او أنها أضاعتك بين تفاصيل الاخرين ...


أخاف منك .. ليس لأنك أنت ،
ولكن لأنك المجهول ... وانا اعتدت أن أخشى المجهول ،
كنت أرى دائما الكلمات تعجز عن وصف المشاعر ..
اما الان .. فالمشاعر أكثر عجزا من الكلمات

الحيره
الحيره ..
هى ما أعيشه الان
،
سألت
الله أشياء كثيره ...
وكنت أسأله أن لا يجعلنى فريسه للحيره ...

أشعر
انى اقف فى منطقة الحيره المظلمه ،
حيث النقيضين يتعانقان ..يتشابهان .. يتماثلان ...


أشياء كثيره تجعلك ليس لى ..

وأخرى تشعرنى أنك صنعت خصيصا من أجلى ...
أشعر أن رفضك لا يوجد ما يبرره ..
وأن قبولك كذلك لا يوجد ما يدعمه ..
ان قربك ربما يكون غنيمه .. ولكن بعدك قد يكون راحه
..


الى الأن أنت مجرد قصة ..
ربما تصبح غدا واقع
.. ولكن الايام علمتنى
أن ليس كل القصص تصلح واقعا ..
و أن ليس كل الامانى تنال
..
وأننا نتنازل لكى نعيش ..
وكل ما علينا فعله

ان نتنازل عن مالا يزعجنا كثيرا ، فى مقابل ما يريحنا قليلا ...

أدركت أخيرا أنى كنت أدعى الواقعيه ..
فى حين أنى أعيش فى عالم نسجته من أوهام الخيال




Sunday, July 1, 2007

خريف ...

عجوز هرم ، هزيل الجسد ، منحنى الظهر
يتكىء على عصاه .. يغلق المصباح
يتحسس طريقه فى الظلام عبر الصالة الى غرفة نومه
وفى الغرفه يتلمس الأشياء بحذر وصولا الى فراشه

يجلس على الفراش ينحى عصاه جانبا يمد يدا جافه ترتعش _ مجعدة الجلد نافرة العروق_ ليشعل مصباحا صغيراعلى كومود بجوار الفراش


على ضوء
المصباح الصغير، ينحنى قليلا يفتح ضلفه .. يخرج منها صندوق كبير ملىء بالعقاير .. يضعه على الفراش .. يرتدى عويناته ، وببطىء يفتح كل علبه يخرج منها قرص او اكثر .. ثم يعيد العلب مكانها يغلق الصندوق يضعه مكانه يمسك بحفنة الاقراص يبتلعها جرعه واحده .. يرشف خلفها كوبا من الماء .. يمتعض وجهه الذى حفر عليه الزمن خطوطا غائره
يعيد الكوب، يغلق المصباح، يرفع قدميه الى السرير فى بطء يفرد ظهره وهو يتأوه بشده ...

دقائق من الالم القاسى تنهش جسده كله ،
النقرس يأكل أطرافه ، الروماتزم يهشم عظامه ..الضغط ، القلب ، السكرى ..
أنها امراض الشيخوخه التى هدت أوصاله ،


صوت قطرات المطر تنقر على زجاج الشرفه ، وصرير لهواء بارد يتسرب من أحد جوانب الشرفه غير محكمة الغلق .. لقد نسى العجوز أن يسحب عليه غطاءه وعندما ذكره البرد القاسى كان جسده الواهن عاجز عن النهوض ... ينكمش جسده الهزيل بفعل البرد القارس
دمعتان باردتان تنحدران عبرخطوط وجهه الحزين


لقد عز زواره ..
حتى النوم أصبح لا يزوره الا ساعات قليله كل عدة أيام ..
يتركه كل ليله ليعصره الالم ، تتقاذفه أشباح ذكريات ما عادت تسعده قدر ما تؤلمه ... لاشىء يربطه بالغد ، يقويه على البقاء ... حتى أعز الرفاق رحلو الواحد تلو الأخر



لقد حان ميعاد القطاف .. مالعمر بالنسبة له الا ثوانى قليلة ينتظر انقضاؤها فى كل لحظه ..ماعاد يهتم يمعرفة تاريخ اليوم ،

الايام أصبحت كلها متشابهه

ساعات الليل مرت بطيئه .. طويله .. قاسيه .. كالعاده ...


صوت أذان الفجر ينقذ العجوز من الافكار والالم
يتحامل على نفسه .. ينهض من فراشه
يتوضاء .. يصلى


يبدأ يوم أخر طويل ممل يستنفذ فيه كل الحيل حتى ينقضى دون جدوى.

ينتظر فيه زائرا أخر عز عليه .. كان يخافه فيما مضى
ولكنه اليوم أصبح يتمنى بشده أن يأتى ليخلصه من عذابه

Friday, June 29, 2007

تاااااااااج

اولا : شكرا لصديقتى الجميله شوشو صاحبة مدونة بحبك يا مصر على افتكارها ليه بالتاج ده ،
ومعلش يا شو على التأخير ..

ثانيا:نخش بأه علطول فى الموضوع ونجاوب على ال تاج

من هو:أحب شخص لقلبك فى الدنيا؟
الحمد لله انا بحب ناس كتير اوى ..
بس أتمنى أن يكون الرسول عليه الصلاه والسلام أحب الناس الى قلبى فى الدنيا
اما أكثر شخص متعلق بيه قلبى عايش مابينا حاليا فهو يويو أخويا الصغير

انسان مستعد تضحي بحياتك - ركز فى كلمة حياتك- علشانة؟
هو كذا حد ...
أولهم أهلى طبعا ،
بس يويو بالذات أنا مستعده
اضحى بحياتى عشانه فى اى لحظه...

يويو

اسم
أول حب؟
اتمنى أن حب ربنا يكون اول واخر واكبر حب بالنسبه لى ..
وماما اكيد هى اول انسان حبيته فى الدنيا
اما بقى اللى خيالوا راح لبعيد فمافيش حب اول ولا أخر
بس أن شاء الله الحبيب من النوع ده هيكون هو الاول والاخير والوحيد فى حياتى

اسم اخر حب(حتى الان)؟
أخر حب فى حياتى الى الان هما أصحابى ...
واللى لسه خياله واسع يراجع اجابة السؤال السابق

ما هو :اسم أجمل كتاب كتبه بشر قرأته ومحتفظ به حتى الان ؟
هو أغلب الكتب اللى قراتها محتفظه بيها لأانها فى مكتبة بابا
بس أجمل كتاب قراته هو الفصول فى سيرة الرسول
رغم انى لما خلصته حسيت انى عاوزه اعرف
اكتر من اللى فيه ، لان كان فيه أجزاء مختصره اوى

اسم كتاب-كتبه بشر برضة- انت متعلق بيه وبتقرأه كل فترة؟
هى حكاية انى اعيد قرأة كتاب للمره التانيه حصلت معايا مرات قليله
أفتكر منهم :
كتاب الاحاديث القدسيه _عندى استعداد اعيد قرأته 100 مره
رياض الصالحين، بردو نفس الحكايه .
خوخة السعدان (مجموعة قصص قصيره)
مختارات شعريه لابراهيم ناجى


شىء تحس بالراحة النفسية عندما تنظر اليه ؟
كل المناظر الطبيعيه تأسرنى
ا
لسماء بالذات بليل
والخضره

مكان تحس فيه بالحنين الى شىء لا تدرى ماهو و ذكريات جارفة الى لاشىء ؟
البحر ... مشهد الغروب
، لما الشمس تدوب فى البحر ، بيجيلى الاحساس ده


مكان تحس بالراحة عندما تدخله ؟
الحرم اكتر مكان حسيت فيه بالراحه والامان رغم انى دخلته زمان وانا صغيره
يارب يكتب لنا كلنا زيارته
والمساجد عموما بحس فيها بالراحه ...



اجمل مدينة زرتها داخل مصر ؟
مرسى مطروح

أجمل مكان طبيعي رأيته داخل مصر؟
عجيبه فى مطروح


اهم جهاز منزلى انت متعلق بيه او بتستخدمه كتير ؟
حاليا الكمبيوتر متعلقه بيه بطريقه مرضيه


سرعة بروسيسور جهازك ؟
ماعنديش فكره بس هو غالبا سريع ومريح ..


حجم ذاكرة –هارد- جهازك ؟
160جيجا
على ضمانة مصطفى أخويا


نوع هاتفك المحمول؟

انا ما بشلش موبايل

المساحة التى تشغلها المواد الاسلامية على جهازك ؟

ماعرفش بالظبط
بس على الاقل لازم يكون فى مصحف مرتل لكذا قارىء

نفس المساحة السالف ذكرها فى قلبك-الاجابة لنفسك عشان الرياء يا اخواننا ؟ د
سؤال فيه الاجابه النموذجيه

أهم هدف انت واضعه لحياتك دلوقتى ؟
اصعب سؤال ...
أصل المرحله دى مختلفه خالص حياتى
ولأول مره أحس أن الرؤيه مش واضحه ...
وأنا بصراحه مشتته

قدام أكتر من أختيار
أدعولى ربنا يثبتنى ويقدم لى اللى فيه الخير


مواصفات فتاة –أو فتى للبنات- الأحلام بالنسبة لك ؟
اولا يكون متدين ظاهرا وباطنا
وتكون اخلاقه عاليه
وشخصيته قويه

ومتكافىء معايا اجتماعيا وثقافيا
ويحترمنى
و يكون أفضل منى عشان يستحق القوامه
وعنده رحمه لاقصى الحدود
و.....
كفايه عليكو كده


صف ما يأتى :شعورك لما بتسمع كلمة مصر؟
للأسف مشاعر متناقضه
حب ، غيظ ، شفقه ، فخر ، ذل ،
يعنى حسب الظروف والسياق
ساعات اسمع اسمها فى القرأن أحس بالفخر
ارجع أشوف أحوالها أحس بالقهر
وأسمع سيرتها فى النشره أحس بالخجل ليها مش منها
أقرأ شعر عنها جسمى يقشعر وأحس أنى بحبها ..
كده يعنى

شعورك لما بتسمع كلام عن اليهود ؟
بصراحه هما علطول عندى مرتبطين بشعور سلبى للغايه
بيمثلوا بالنسبه لى ..الخيانه،الظلم ..
قتلة الانبياء والابرياء


شعورك لما بتشوف ظابط شرطة ؟
للأسف بشعر بعدم الامان ،
وده من قريب بعد فضائح التعذيب
بس انا بكره التعميم

شعورك لما بتشوف الكناس العجوز فى الطريق ؟
كان زمان بيصعب عليه لدرجة انى كنت بعيط
بس ماما قالتلى كلمه انا أمنت بيها جدا
(أنتى مش هتكونى أحن عليهم من ربنا الرحيم اللى خلقهم)...
بس بقيت بخاف على نفسى و أحس أنى من المترفين
وأفتكر أية :
((يوم تسألون عن النعيم ))


لون البطانية اللى بتتغطى بيها فى الشتاء ؟
بنى فى بيج فى هافان

لون الجورب-الشراب- المفضل لديك ؟
الاسود

افكارك تجاه شاب ماشى فى الطريق يلبس جلابية بيضاء قصيرة وعمامة وله لحية وبجيبه السواك وبيده المصحف ؟
بفرح بصراحه وبتمنى انه يكون قلبا وقالبا

احساس يراودك فى اشارة مرور مغلقة بسبب مسئول كبير؟
بقول من كل قلبى
:

حسبى الله ونعم الوكيل


فى النهايه بمرر التاج ده ل:

خيال الظل
،
GAZZAR50،
سلومه،دينا
عمرو الببلاوى،كاسبر
وفى ناس تانين كنت عاوزه أمررهلهم بس فى حد سبقنى..
بس بجد أى حد نفسوا فيه يتفضلوا

Thursday, June 21, 2007

هى أم ...

على ضوء مصباح قديم خافت تجلس متربعه فى احد اركان الغرفه وأمامها صحن كبير مملوء بالطعام ،
حولها ينتظم سبعه من الابناء متفاوتى الاعمار فى حلقه ....
تقطع الخبز قطعا صغيره متناسقه ... تكور لقيمات من الخبز تدسها بأصابعها داخل اناء الطعام ترفعها لتدخلها بحنان داخل فم أصغر الأطفال الجالسين تكرر الامر نفسه مع طفل تلو الاخر ... وتعاود الكره مرارا دون ملل حتى يفرغ صحن الطعام...
لا تفعل ذلك فى صمت ، ولكنها تقص عليهم قصصا تكررها كل يوم حفظوها من كثرة ما سمعوها ، وعلى الرغم من ذلك ابدا لا يملوها...
تصنع بفهمها ويديها مؤثرات صوتيه بدائيه فى محاوله لاتقان القصه....
تسألهم فردا فردا مالحكمه من هذه القصه...تنتظر اجاباتهم جميعا ..
تم يأتى دورها لتعلن عن الحكمه من القصه
الى هنا تنتهى الليله ...
تقوم الام من مكانها ، فينتصب الجميع واقفين.. ودون ان تتفوه بكلمه يعرف الجميع ما عليهم فعله يتسابق الجميع الى صنبور الماء يغسلون ايياديهم وافواههم ويجففوها ... تكون هى قد انتهت من ترتيب بقايا حفل العشاء ..
تذهب اليهم هذه المره ولكن ليس وهم مجتمعين ، تذهب الى غرفة الفتيات الثلاثه اولا تتأكد أن كلا منهن قد أنتظمت فى
فراشها ، تضم واحده تلو الاخرى منهن وتقبلها وتحكم وضع الغطاء حول جسدها ... تغلق مصباح الغرفه ذو الضوء الخافت وقبل ان تهم بغلق باب الغرفه تقول اخر كلماتها (تصبحوا على خير يا حبايب قلبى))
تكرر الامر ذاته مع الصبيه الاربع ... تنتظر بعدها فى الصاله بين الغرفتين حتى تتأكد من أنتظام صوت أنفاس أطفالها
...
بعدها تتهىء لأستقبال زوجها الذى سرعان ما يعود تساعده على خلع حذاؤه تحضر له بجامته .. تستأذنه فى اعداد العشاء تغيب دقائق وتعود بالطعام تتناول
العشاء معه يتجاذبان أطراف الحديث تهون عليه بكلماتها .. تطمئنه عن حال ابنائهم ،تعطيه تقرير موجز عن كل منهم..
م الحمد لله جاب الشهاده ونجح ، ن البرد اللى عنده الحمد لله قرب يروح، س ....وهكذا
ما ان تنتهى من كلماتها حتى يحمد زوجها الله معلنا عن انتهاؤه من العشاء ، شاكرا لها صنيعها...

تبتسم فى رضا تنتظره ان يقوم حتى يغسل يديه ومن خلفه تحمل بقايا العشاء الى المطبخ...
تعود لتجده قد انهى صلاة الوتر ورقد فى فراشه ..وبدأ النوم يتسلل الى اجفانه ، فى هدوء شديد تغلق المصباح الخافت

لا تدخل الى فراشها حتى تتأكد من تمكن النوم منه حتى لا تزعجه
..
تدخل الفراش بحذر ورقه وتتسلل اسفل الغطاء .. تشعر بحركة زوجها وقد بدأ يقلق تكتم أنفاسها للحظه حتى تتأكد من عودته للنوم مره اخرى
... تنتظم فى نومتها ، تفرد ظهرها لاول مره منذ الصباح الباكر
تشعر بالام الراحه تلك التى تنهش الجسد بعد يوم طويل شاق..لا تستسلم للالم لان شوق عينيها للنوم كان اكبر...
سرعان ماتغفو عينيها بسرعه...
عيناها التى قد لا تنام أياما متواصله أذا ما سمعت أنات أحد صغارها ، او شعرت
بحاستها الخفيه أن شىء ما ليس على مايرام ...
استمرت على هذا الحال لاكثر من ثلاثين عاما
لا تكل ولا تمل من كونها أما .. بل ولا تشعر أنها قدمت شيئا،
لم تكن تجيد القراءه والكتابه لكنها كانت مدرسه لسبعه من الاطفال جميعهم الان يحملون شهادات عليا ....
تحملت الام فقد احد صغارها الذين ما كانت تحب أحدا قدر ما أحبتهم ...

كبر سنها وخذلتها صحتها ... لكنها لم تتوقف عن أمومتها الغزيره ...
حسها بالامومه فوق أن يوصف... يكفى أن تستمع الى كل من ابناءها وهو يحكى عن اهتمامها به فتشعر انها لم تنجب غيره
...
كبرت الأم وانقلبت الامور
...
أجبرتها الظروف ان تصبح طفله لابناءها ، تكالبت عليها الامراض ...
اصابها السكرى فأصبحت تشتاق الى الحلوى ويحرمها ابناءها منها حرصا عليها ... فأصبحت تخفى الحلوى بين طيات
ملابسها وفى جوانب فراشها
وكم فضح امرها احد ابناءها فنظرت اليه فى خجل وأغرورقت عينيها بالدموع ... لقد نسيت
من زمان بعيد ان تكون طفله ...هى ام
أجبرتها ظروف مرضها ان لا تصنع طعامها لنفسها فكان الابناء يطعمونها ... فتدمع عينيها وتذكر تلك اللحظات البعيده القريبه التى كانت لا تنام قبل ان تضع طعام كل منهم فى فمه
فى اخر أيامها كان المرض الخبيث قاسيا عليها ... نهش جسدها حتى وصل الى عظامها
اصبحت لاتقوى على الحركه ... فأصبحت كالطفل الوليد تحتاج الى من يطعمها ، يحممها .. حتى لمن يساعدها فى قضاء حاجتها ...
لم تحتمل أمومتها الجارفه أكثر من ذلك
ماتت سريعا وكأنها تقول لابناءها
انا الام .. انتم الابناء ، ولن تنقلب الامور مهما كانت الظروف ..
...