Wednesday, August 29, 2007

صرير بارد


الرؤيه مشوشة الملامح عبر النافذة .. قطرات المطر تكاد تطمث المعالم بالخارج
تجلس هى بمواجهة النافذه ..
ترقب أنفاسها الدافئه وهى تصنع خيوطا من البخار تتأكسد على شكل هالات توصم النافذه محكمة الغلق
تتدثر ببرده صوفيه سميكه ، شال داكن يغطى باحكام رقبتها وأذنيها حتى منتصف شعرها ، خف سميك خشن يحتضن قدميها .. تلامس بكفيها سطح كوب من مشروب ساخن تتراقص الابخره عند سطحه
ترقب العالم الخارجى من وراء النافذه .. قطرات المطر تكاد تحجب الرؤيا .. ولكنها تلمح بين الحين والاخر اضواء صادره من سيارات عابره تلمع على نافذتها و سرعان ما تتلاشى ، وظلال مشوشه لأشخاص يعبرون مسرعين يحمل اغلبهم شيئا ما يحمى به رأسه ..
(( من أين يتسلل هذا الصرير البارد)) . . تردد المرأه وهى تحكم لف بردتها حول جسدها المنكمش
تنظر الى النافذه من جديد .. تسرح بعينيها التى تغشاهما مسحه حزن دفين .. تستسلم لموجه من الذكريات التى تأخذها لزمان اخر ...

الاصوات كثيره تعزف لحنا دافئا ..ربما تكون الاصوات ليست رخيمه ولا متناسقه بالقدر الكافى
ولكنها تبعث داخل من يسمعها شعور ما بدفء (اللمه)..

انه بيت الجده فى بداية الشتاء ..
لطالما تسألت كيف لهذا المنزل الصغير المتواضع ان يضم كل هذا الكم من الاشخاص ،
بل والاعجب يبدو بعد كل هذا واسعا ..

يقطع عليها تفكيرها صوت
دافىء عجوز يردد اسمها ..
تبتعد الفتاه عن النافذه .. تتوجه لمصدر الصوت تعبر فى طريقها على الصاله حيث يجتمع الاطفال على اختلاف اعمارهم يلهون ويصيحون .. مجلس الرجال فى منتصف المنزل ، يلتفون فى دائره أمامهم الطاوله والشطرنج
يجلسون معا بين لاعب ومشجع ..

فتيات العائله فى غرفة الجده يتبادلن أحاديثهن باصوات خافته ويتضاحكن ..
المطبخ .. يمكنك أن تعلم طريقك اليه وانت مغمض العينين ، ستقودك باقى حواسك اليه
هو دائما ساخن كصيف يعج بأصوات نسائيه وأصوات ارتطام لاوانى وادوات معدنيه وزجاجيه .....

المائده الصغيره تحتوى الجميع .. الجميع يأكل ..يتحدث .. يضحك فى رضا غير أبه لصوت العاصفه الضاربه بالخارج

ولكن صوت العاصفه أفزعها هى ..
فتحت عينيها لتجدها وحيده فى هذا المنزل .. لامائده .. لا عائله .. لا دفىء

رحلت الجده وتشتت العائله و...
((يالهى من أين ياتى هذا الصرير البارد دائما ..))
تردد المرأه من جديد وهى تحكم لف بردتها حول جسدها ...

Monday, August 27, 2007

خطاب


تستيقظ باكرا ..
تنهض من فراشها متهالكه
شعاع من ضوء خافت يتسلل فى خجل الى غرفة نومهما
تترك فراشها الدافىء الوثير ..
قدميها الدافئتين تطىء الارض البارده تنكمش اصابعها
تبحث عن خفيها تحت الفراش ترتديهما وتنهض
تسير مترنحه نصف نائمه نصف مستيقظه ...
تشق طريقها عبر الصالة تتعثر فى الدمى الملقاه على الارض ..
تنحنى تلتقط اللعب تنحيهم جانبا
تذهب الى المطبخ تعد له الفطور وتتفنن فى تزينه ،
تصب كوبا من اللبن الساخن اللذيذ تحمل الفطور وتتوجه الى الغرفه
تتجه الى خزانة الملابس تجذب حقيبة السفر
تختار من الخزينه بعض من ملابسه وأغراضه تضعها بعنايه داخل الحقيبه
تفكر مليا علها نسيت شيئا ..تتمم على الحقيبه تغلقها تنحيها جانبا
تسير نحو الفراش تنظر الى الساعه المعلقه على الحائط عقاربها تشير الى السابعه والنصف ..
تدنو منه تمرر يدها عبر خصلات شعره ..
تطبع قبله حانيه على جبينه تحاول أن توقظه برفق .. تبتسم فى وجهه
تقدم له الفطور ..
وتذهب لتجهز له ثيابا يرتديها .. ينهى فطوره يقوم من فراشه يتجهز للمغادره
وهى من خلفه تساعده حتى ينتهى تماما
عند باب الشقه تودعه من جديد ..
يحمل عنها الحقيبه .. يغادر دون مقدمات كعادته ..
ثوانى قليله وقبل ان تهم باغلاق الباب ..
يعود من جديد ينحنى يقبل يديها يدس فى جيب ردائها مظروفا ويمضى مسرعا
تنفرج أساريرها لما فعله شىء لم تعتده منه من قبل ..
تغلق الباب ، تمضى الى مخدعها مبتسمة الفم راضية الفؤاد..
تندس أسفل غطاؤها وفى سعاده تفتح المظروف
تقرأ خطابه القصير فى لهفه

عزيزتى:

لا أعلم من أين أبدأ ..
أشكرك لأنك احتملتينى لسنوات وكنت فى غاية الكرم معى ..
وما أخفيته عنك أننى لم أكن لك على مدار تلك السنوات سوا لئيما وخائنا ............
لا أنتظر منك المغفره .. فقط أرجوكى لا تحزنى ..
فمن هم مثلى لا يستحقون دموعك الطاهره
بقرأتك لهذه السطور سأكون قد خرجت من حياتك للابد
ولا اجد ما أعتذر لك به الا تلك الكلمة
أنت طالق

...

Monday, August 6, 2007

أمام المراه


تجلس أمام المراه بعد عناء يوم طويل منهكة الجسد مرهقة الفؤاد ..
تطيل النظر الى وجهها و تتأمل ملامحه بدقه ...
ندبة صغيره تزين أسفل وجنتيها تلمحها للمره الاولى ..
عينيها عسليتان بارزتان
لم تدرك كم أنهما حالمتان من قبل ،
تبتسم ابتسامة خاويه
تدقق النظر فى وجهها مره أخرى
تلتقط عينيها خصله هاربه تتدلى برقه على جبينها ،
تمد يديها لتنتزع دبوسا كان مثبتا فى شعرها المعقوف خلف رأسها فتنهمر خصلات شعرها الداكنه فى رشاقه وسرعان ما تحاصر وجهها الصغير فتبرز حسنه ،
لحظات اخرى أمام المراه ..
دموع رقيقه تروى ملامحها الشارده .. وفجأه ،
تتوقف
تمد كفيها مسرعة تجفف بعنف دموعها ، وترفع يدها لتجمع خصلاتها المتناثره تعصرهم معا ثم تثبتهم فى اهمال
من جديد خلف رأسها