Friday, May 11, 2007

ذكريات



أشعه زرقاء تتسلل عبر الشرفةالمطلة على الشجرة العريقة الراسخة أمام منزلنا ونسيم الصباح البارد الرقيق يداعب وريقات الشجرة
أغلق عينى وأستنشق بنهم أكبر قدر من هذا النسيم؛ أعبء به رئتى وأملء به كل ثنايا جسدى هذه النسمات تنعش ذاكرتى تأخذنى لزمان غير الزمان... الذكريات تتلاحق على ذاكرتى ليس بينها رابط بالضرورة ، اصوات روائح وجوه من الماضى أستنشق عبقها.... أصوات مألوفه لبائع جائل يعبر حينا فى هذا الوقت الباكر يردد عبارات حفظتها دون أن أدرك معناها .... صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الصادر عن مذياع جدى يقطع سكون الصباح الباكر يمتزج به اصوات مألوفة لم يفارق صداها أذنى ولا وجوه أصحابها عينى على الرغم من رحيلهم منذ زمن ،جدى وجدتى يجلسان (بالفرندا)يتجاذبان أطراف الحديث يرتشفان الشاى الممزوج باللبن .. فطورهم المعتاد......صوت صديقى(الهدهد )وقد أقبل كعادته ووقف عند نافذة المطبخ وأخذ يهدل ،نتسابق نحن الصغار الأربعه الى الغرفة الموصدة نطرق بابها وبيقين
نردد((ماما بابا الهدهد بيقولوكو اصحو سبحو ربكو))ا
أدوات المذاكرة لطلاب الحضانه... الرائحة المطاطيه( للأستيكه) كم أعشقها و ورق الكراس الجديد وسن القلم الرصاص وصورة التفاحة والسمكة الملونة فى كتاب اللغة الانجليزيه وعلبة الوانى الخشية المعدنية الكبيرة والتى عشقت فيها الرسمة الرائعة على وجه العلبة...... شمسه مشرقة وكوخ وخضرة وزهور ......كنت انظر الى العلبة أكثر من استخدامها كانت هذه الرسمة حلمى ............يد حنونه تمشط شعرى برفق وهى تكرر على ما حفظناه من حروف وأرقام بالأمس .........((ماما اعمليلى ديل حصان سايب زى البنات الكبار)).......
على باب المدرسة أسحب يدى من يد أبى الدافئه وأتسلل الى الداخل بعد ان أتأكد من وجود المصروف فى جيبى.........أصوات متلاحمه لصغار يلهون فى الفناء وصوت أزيز طائره يقطع عليهم لهوهم ويقطع اصواتهم وماتلبث أن ترتفع أصواتهم ووجوهم وأصابعهم لأعلى مرددين ((الطياره اهى اهى))..........؟؟؟؟وجوه لأطفال كانوا رفاق الصبا بدأت تندثر ملامحها من الذاكرة فأصبحت أشبه بكلمات من حبر على ورقه بللتها المياه فاصبحت الحروف مشوهة مشوشة، وبقايا من حروف
لأسماء كنت أحفظها يوما،، قد تتلاشى بقايا الملامح وتندثر بقايا الحروف لكنى لا أعتقد أننى سأنسى أصحابها أبدا

صوت غليظ يقطع على شريط الذكريات أفتح عينى أزفر نسيم الذكريات وألتفت الى مصدر الصوت.. وجه يبدو شبه مألوف ألبث هنيهه لأتعرف عليه... وأدرك انه هو... لكن الأخر كان صغيرا صوته رقيقا .......
تفاجئنى الصدمه وتعيدنى لزمانى،، ماعدنا صغارا ماعاد هذا الزمان الغابر زماننا ما عادت البراءه لغتنا ولاصفاء البال رفيقنا ...
دمعتان تتسللان خلسة من عينى تنحدران على وجنتى تببلان عواطف كانت
قد جفت
أردد من كل قلبى بيت شعر قفز الى ذاكرتى :

أه من يأخذ عمرى كله و يعيد لى الطفل والجهل القديم

9 comments:

Dina Samaha said...

يااااااه

رجعتينى بكلماتك دى لطفولتنا البريئة وايام المدرسة والحضانة الجميلة

بس هاقول ايه.. هى دى الحياة بنكبر عشان غيرنا يجى

احنا دلوقتى المفروض نربى الاطفال ونعيش احساس الامهات ونقوم بدرو امهاتنا

جيل بيسلم جيل

saloma said...

هدى إسلوبك فى السرد و الوصف أكثر من رائع، قدرتى ترسمى صورة من الكلمات فى خيالى, فعلا رجعت بذاكرتى لفترة جميلة اوى
( بس كل ما الانسان بيكبر و بيعدى محطة من حياته بيبقى نفسه يعدى اللى بعدها يعنى أى نعم احنا بنحب فترة الطفولة بس احنا بردة مستنيين فترة أجمل ) و هى دى الحياة محطات

huda gamal said...

ياااااااااه
بجد يا دينا يا سلوم انا مدينه ليكو بالشكر انكو شجعتونى انى اعمل المدونه دى انتو مش بس رجعتونى اكتب تانى انتو رجعتونى احس واكتسب معانى واحاسيس جميله كانت الكتابه بتديهالى واكتر من كده ضفتولى معنى جديد كان غايب عنى انى اكتب حاجه واسمح لغيرى يقراها
بجديارب يكون الموضوع عجبكو واكون دايما عند حسن ظنكو ....وانا عارفه يا سومه ودندون ان الحياه مراحل وكل مرحله ليها جمالها ونشوتها
بس مش عارفه انا فعلا ليه لحد النهارده متمسكه انى افضل طفله مهما كبرت وبزعل لما اراجع نفسى والاقيها بدأت تفقد طفولتها وبراءتها واكتر حاجه مخوفانى من الدنيا والانصهار فيها انى افقد بقايا الطفل اللى جوايا
هو يمكن ده يكون عيب فيا بس عيب بحبو وشكل الايام هتغيرو

Anonymous said...

حلوة اوى اوى يا دودو، فكرتينى بالذى مضى

اتسلل الى الداخل بعد ان اتاكد من وجود المصروف فى جيبى.. يا بنتى انت طول عمرك مادية كده، الفلوس برده مش كل حاجة

بس عارفة رغم ان مرحلة طفولة فعلا جميلة وبريئة، بس انا عمرى ما فكرت ولا اتمنيت انى ارجعلها تانى، دلوقتى اقدر اعمل حاجات ما كنتش اقدر اعملها وانا طفلة، انا فرحت اوى اول ما كبرت

huda gamal said...

شوشوو اخيرا
انا مبسوطه ان الموضوع عجبك ، وبعدين يا بنتى ماديه ليه بس انتى بطلعى عليه اشاعات باطله ، الناس تقول عليا ايه مستلفه منك جنيه بقالى شهر وما رجعتوش ،
اما حكاية انك مانفسكيش ترجعى طفله تانى فده عندك حق فيه ومبررك اجمل ،اكيد ربنا خلانا نكبر لحكمه واكيد لازم نأدى رسالتنا فى الحياه كراشدين

Ayman Elsherbiny أيمن الشربيني said...

لغة سلسة وأكثر من رائعة، كان ينقصها بعض التدقيق في الهمزات والتاء المربوطة والهاء، وحاجات بسيطة من الآخر، لكن بصفة عامة، الموضوع جميل وذكرني بأيام الطفولة التي اتمنى أحيانا أن أعيش في أجوائها مرة أخرى. لكن الحقيقة إني مش عايز أرجع لأيام الطفولة تاني، أنا بفتكر حاجات لذيذة فيها وبشتاق لروح الطفولة البريئة في ظل العالم المتوحش اللي بنعيش فيه، لكن برده لكل مرحلة بريقها وحلاوتها، بما فيها مرحلة الشيخوخة والتي من المفترض أن يكون الشخص قد وصل فيها لأعلى مراتب الحكمة.
مرة تانية أحييكي على اللغة الفصحى -الجامدة جدا- والوصف الجميل لجو الموضوع واللي خلاني أحس بيه وكأني شايفه قدامي، وكأني بشم ريحة الشاي بلبن اللذيذ وريحة نسيم الصباح المنعشة، واللي فكرني بذكريات الطفولة الجميلة وصوت الراديو على إذاعة القرآن الكريم وبرنامج بريد الإسلام، وصوت الباعة الجائلين والكلام العجيب اللي بيقولوه والواحد بيحفظه من غير ميفهم معناه، وكباية اللبن بالموز أو الجوافة اللي كنت بشربها الصبح قبل ماروح المدرسة، وتجليد الكراسات في أول يوم في الدراسة، وحوارات كتييييير. لذيذ برده أن الواحد يفتكر كل فترة ذكريات الطفولة.

huda gamal said...

ايمن الشربينى شكرا جزيلا على زيارتك للمدونه وشكرا على تعليقك اللطيف
ويا سيدى ولا تزعل خالص من مشكلة التدقيق اللغوى انا كمان كنت خدت بالى منها والحمد لله ظبط كل الاخطاء على ما اعتقد وده بمساعدة بابا العزيز
وبكرر شكرى مره تانيه وانا سعيده انى قدرت باسلوبى المتواضع انجح فى توصيل الاحساس بالايام الجميله دى

اللهو الخفى said...

هدى البلوج بتاعك حلو بس لازم تتكلمي عن نفسك و علي الاقل تحطي الشعر بتاعك و انتي صغيرة و ممكن تقوليلي ماذا ينقص البلوج ليصبح اجمل البلوجات التي رئيتيها

L0V#LY R@%Y said...

Gameel gedan ya huda w kalemtek w eslobek rakik w rabena m3aky


RAMY http://romio10.blogspot.com/